للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سابعًا، حَرْب وشمَّر

لم تصلنا أيام بين حرب وشمر ذلك أنه لا تكافؤ بينهما، فعندما وصلت حرب إلى هناك كانت قد ابتعدت كثيرًا عن قاعدتها الأمينة في الحجاز بل انقطع الاتصال تقريبًا حتى لم يعد أحد يسمع عن ذكر بعض القبائل النجدية، فقد كسبت ديارًا خصبة كوادي الرَّمة ووجدت أسواقًا أقرب مثل: بريدة وعنيزة والرس. وهي هنا بوادي رحّل في أول أمرها بينما كانت شمر دولة لها إمارة قوية وتنظيم حسن وتضرب دائرة حول قاعدتها (حائل).

لكل ما تقدم فقد اكتفت قبائل حرب هنا بمناوشات تعتمد على الكر والفر. يصور لنا ذلك قول عبيد بن رشيد أحد أمراء الجبل (١):

مندوب بأمه جاوز النير من غادة … وسمى مطعوم النشامى يباريه (٢)

والظاهري ملعون يا داد بن داد … ذيل أشقرٍ شره على من يباريه

فرد عليه الظاهري بقوله:

الظاهري من مقطعة ما به انقاد … وإن كان ما هو داد ربك يجازيك

حنَّا إذا جن الخواوير وراد … . . . . . . . . . . . . . . .

وظاهر هنا ضعف رد الظاهري، ولكن موقفه - بالتأكيد - كان أضعف.


(١) إذا أطلق الجبل في نجد فالمقصود به جبل شمر.
(٢) مندوب بأمه: ابن سُعْدَى أمير الوهوب من مسروح. وسمِي مطعوم النشامى: الحنيني، لأنهم يسَمون القرص: حنينة. والظاهري ابن مضان.

<<  <  ج: ص:  >  >>