للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك سُلَميٌ تَاجرَ في الجاهلية القريبة من صدر الإسلام وهو:

قيس بن شيبة السُّلَمي

ذكرو أن قيسًا هذا كان قد تاجر بمكة في أواخر أيام الجاهلية، وكان قد قدم إلى مكة ليبيع تجارته فيها، وحدث أن باع متاعًا له من "أبي خلف الجُمَحِيِّ من قريش"، فذهب أبو خلف بحقه ولم يعطه إياه، فاستجار قيس بن شيبة السُّلَمي، بآل قُصَيِّ من قريش - فرع النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأجاروه، وقيل: إن هذا الحادث الذي وقع لهذا التاجر السُّلَمي في مكة كان السَّبَبَ المباشر في عقد "حلف الفضول" المعروف (١).

ابن الدُّغُنَّة السُّلَمي

اسمه ربيعة بن رفيع بن حيَّان بن ثعلبة السُّلَمي، وابن الدغنة هذا كان من سادة الأحابيش الذين يديرون أمورهم، ولم ينصَّ ما اطلعتُ عليه من المراجع: هل كان ابن الدُّغُنَّة السُّلَمي و "الحليس" الحارثي، عربيين صريحين أم كانا من بني سُلَيْم وبني الحارث بالولاء، ولكن مكانة ابن الدغنة الاجتماعية ربما تدلنا على أنَّه سُلَمي النسب.

وقد أجاز ابن الدُّغُنَّة السُّلَمي، أبا بكر الصديق في مكة المكرمة، وهذا يدلُّ على عظم مكانته في البلد الأمين في نفوس قريش أجمعين، كما أنه شهد معركة حُنَيْن (٢)، وله ترجمة في مادة (دغن) بـ "تاج العروس شرح القاموس"، وفي الاستيعاب" لابن عبد البر أيضًا أن اسمه: ربيعة بن رفيع بن أُهبان، بدلًا من - حيَّان - بن ثعلبة السُّلَمي، وقال عنه: (كان يُقال له ابن الدُّغُنَّة، وهي أمه، فغلبت على اسمه) (٣)، وفي "جمهرة أنساب العرب" أنه (الربيع بن ربيعة بن ربيع بن أهبان بن ثعلبة بن ضبيعة بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ


(١) تاريخ اليعقوبي، ص ١١ وما بعدها، الجزء الثاني وغيره.
(٢) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، للدكتور جواد علي، ص ٣٣ و ٣٥، الجزء الرابع.
(٣) الاستيعاب في معرفة الأصحاب - للحافظ ابن عبد البر، ص ٤٩١، القسم الثاني، طبع مطبعة نهضة مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>