للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيس ابن الحُدادية (*) الخزاعي

هو قيس بن مُنقذ بن عمرو بن عبيد بن ضاطر بن صالح بن حبيشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة وهو خزاعة.

والحُدادية أمه وهي امرأة من مُحارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مُضَر من قبيلة منهم يقال لهم: بنو حداد.

شاعر من شعراء الجاهلية، وكان فاتكًا شجاعًا صُعلوكًا خليعًا، خلعته خزاعة بسوق عكاظ، وأشهدت على نفسها بخلعها إياه، فلا تحتمل جريرة له، ولا تطالب بجريرة يجرها أحدٌ عليه.

[أغار على بني قمير وقتل ابن عش]

جمع قيسٌ شُذَّاذًا (١) من العرب وفُتَّاكًا من قومه، وأغار عليهم بهم، وقتل منهم رجلًا يقال له ابن عُش، واستاق أموالهم، فلحقه رجل من قومه، كان سيدًا وكان ضلعه (٢) من قيس فيما جرى عليه من الخلع، يقال له ابن محرّق، فأقسم عليه أن يرد ما استاقه، فقال: أما ما كان لي ولقومي فقد أبورت قسمك فيه وأما ما اعتورته (٣) أيدي هذه الصعاليك فلا حيلة لي فيه، فرد سهمه وسهم عشيرته وقال في ذلك:

فَأقْسِمُ لَولا أسهم ابن مُحرِّقٍ … مع اللَّه ما أكْثَرتُ عَدَّ الأقَارِبِ (٤)

تَرَكْتُ ابن عُشٍ يَرْفَعُونَ برَأْسِه … يَنُوءُ بساقٍ كعبها غير رَاتِبِ (٥)

وأنْهَاهُمُ خَلْعي على غَرِ ميرةٍ … مِنَ اللَّحْمِ حتى غُيِّبوا في الغَوَائِبِ (٦)


(*) الأغاني ١٤/ ١٣٦، ١٥٢، الاختيارين/ ٢١٦، معجم الشعراء ٢٠٢، معجم البلدان ٦/ ٢٦٦.
(١) الشذاذ: الذين ليسوا في حيهم ومنازلهم أي أصابهم التشرد.
(٢) اي ميلك وهواك.
(٣) اعتوروا المشيء وتعاوروه: تداولوه.
(٤) والمعنى: لولا أن ابن محرق جعل للَّه سهمًا في هؤلاء القوم أي لولا أنه أقسم على باللَّه أن أرد إليهم ما غنمته منهم، ما أكثرت محمد الأقارب: أي لقلت عدد أقاربي فلم أبق على هؤلاء الذين نالوني بالأذى منهم ويقصد بني قمير من خزاعة.
(٥) غير راتب: أي غير منتصب.
(٦) نهى من اللحم: شبع منه واكتفى. الميرة: الطعام يمتاره الإنسان أي يجلبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>