من البلادية ومعبّد والصحاف وأفناء أخرى، وفي الصباح تدفقت موجات المجاهدين السعوديين إلى الشمال فاكتظت بهم الثنية، فما أن طلعت هذه الجيوش رأس الريع حتى صب عليها الحربيون وابلًا تراجعت على أثره بعد أن قتل معظم من شف من رأس الريع، ودارت رحى الحرب فعقِّل الصحاف أنفسهم حتى لا يفرون من أمام العدو، وكانت منازلهم ومزارعهم في غران أمام الثنية مباشرة. ودار القتال عنيفًا ففطن بعض الإخوان إلى أن هناك ممرات في الحرة شرق الثنية تسمى الثُّنَيَّات - جمع تصغير ثنية - فقبلوا وادي فَيْدَة ثم التفوا على بني حرب من الشرق يحملون بيرقًا أحمر، وهو بيرق حرب في ذلك الوقت.
فلم يشك الحربيون أنه مدد جاءهم من قبائل بشر ومعبّد الساكنين في حرار الهدة والشامية، ولكنهم بوغتوا بهذا المدد يطلق عليهم النيران من الجانب الأيسر، تاركًا لهم طريقًا للهرب إلى الخلف. فهرب بعض الناس وقتل الذين رفضوا الهرب.
[٣ - يوم أبو ضباع]
تقدمت الجيوش السعودية من المدينة إلى وادي الفرع، وهنا لم أحصل على رواية أكيدة، غير أن الشائع والمتفق عليه عند الناس في تلك الديار أن بني عمرو قاوموا هذا الجيش وأن أمير العبدة ابن مريع حارب مدة بالغ بعضهم حتى جعلها ثلاث سنوات ولكن هذا الكلام يشك فيه. وكان عند ابن مريع رضمين في الجبل المشرف على أبي ضباع من الشمال فوق بيوته يسمونها حصونًا وهي بعيدة عن الحصون وقد سألت ابنه الحالي عندما كنت في ضيافته قبل سنة (١) عن تلك الحصون وتلك الحرب، فتحفظ في الإجابة لعلمه أنني موظف حكومي.