للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النسابون من نسبة عبدة إلى جنب التي ينتهى نسبها إلى مَذْحِج أخو "طيئ"، حيث سبق أن عرفنا أن طيئا هو "جلهمة" ومذحجا هو "مالك" وهما أخوان.

ومهما كانت افتراضات الباحثين ومحاولات النسَّابين فإن القطع بقول أي منهم يبقى احتمالا وأن ترجيح الاحتمال يتطلب أدنى نسبة من الشواهد والدلائل فإذا لَمْ تتوافر فسيظل الاحتمال واردا.

وقد يستدل بالآتي على أساس أنَّها شواهد ودلائل وهي:

١ - استمرار الفرع في مساكن الأصل عبر الأزمنة، وهذا ما أخذ به بعض النسَّابين لترجيح نسب بعض القبائل المتأخرة للجذوم المتقدمة (١).

٢ - ما توافر من أشعار القبائل فصيحة وعامية مع العلم بأن الأشعار قد تأتي أحيانًا لِتَنْسب قائدًا وقبيلة أو بطنا من قبيلة ولو كانت تلتقي معها بنسب بعيدًا كانتساب بعض القبائل المعاصرة إلى عدنان أو قحطان مع بعدها عنهما.

٣ - بعض الروايات المتواترة والملاحم الشعبية قد يكون فيها شيء يقوي ترجيح واستنتاج الباحث ويبقى ذلك الجهد وسيلة وفتحا للأجيال التي قد تصل فيما بعد إلى حقائق موثقة من خلال المزيد من البحث عن الوثائق في مكتبات العالم ومن خلال الاكتشاف والحفريات ودراسة الآثار فلا غرو، فنحن حتى الآن ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين نسمع اكتشافات جديدة لحضارات بالية كالبابلية والفرعونية والآشورية وغير ذلك من تراث وحضارات الأمم التي سادت وعلا ذكرها وشأنها ثم اضمحلت وبادت وفق مشيئة الله وإرادته حيث يداول الأيام بين النّاس.

وعليه وبعد، فإن إخضاع عشائر شمَّر للشواهد والدلائل تدعم نسبة بطني زوبع "سنجارة" والأسلم لطيئ هما أقرب انتسابا لبطون طيئ بدلالة السكن


(١) حمد الجاسر - شمال غرب الجزيرة ص ٢٢٧ - أخذ بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>