للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي أوقفها العزيز عثمان على جمال الدين جماز وعلى ذريته، وبعد ذلك نتكلم عن الفترة ما بين إمرة الجمامزة (١) في المدينة وبين هجرتهم إلى مصر - سنة ٦٤٧ هـ - ١٢٤٩ م تقريبًا، وسبب هجرتهم ونزولهم في الأراضي الموقوفة عليهم بقنا، ثم قصة هذه الأرض (٢).

وعندما نجيء إلى قصة الأراضي الموقوفة نجد أنفسنا في لقاء مع العنقاويين من بني الحسن، نلتقي بهم لنواجه معًا طغيان الأتراك وجبروتهم وظلم السلطان سليم الأول واستبداد الوالي التركي البغيض محمد علي.

ويجب ألا يغيب عن ذاكرتنا أن للدوحة النبوية فروعا كثيرة، وقد انتشرت هذه الفروع في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، ولكني سأقتصر في بحثي هذا على دراسة تاريخ الأشراف العنقاويين والجمامزة فقط من بني الحسن والحسين.

[الحلقة التاريخية بين المدينة المنورة وقنا]

[(الشريف جماز الثاني ابن مهنا وأخوه الشريف هاشم)]

في سنة ٦٤٧ هـ - ١٢٤٩ م هاجر الأشراف الجمامزة من المدينة المنورة إلى الديار المصرية عن طريق سيناء، ومن المعروف أن مثل هذه الرحلة تستغرق أربعين يومًا بالقافلة (٣)، وقد استقر بهم المقام أولًا في محافظة الشرقية، فنزلوا في مكان قريب من مدينة الزقازيق الحالية، ويعرف هذا المكان باسم "كوم الأشراف" حتى اليوم وذلك نسبة لهم، ثم رحلوا إلى صعيد مصر حيث استقروا في الأراضي الموقوفة عليهم بناحية قنا، عدا أحد الجمامزة وهو الشريف نائل بن جماز فإنَّه بقي في كوم الأشراف بالشرقية حتى توفى هناك، ثم لحقت بعض ذريته بأبناء عمومتهم في قنا، وبقي البعض الآخر في هوم الأشراف وما زالوا فيها حتى الآن.


(١) ابن فرحان اليعمري: نصيحة المشاور ص ١٤٠ - مخطوط.
(٢) وزارة الأوقاف (قلم السجلات - قسم النظار - يومية ١٩٠ جزء ١٤ وقفيات أهلية).
(٣) جورج أنطونيوس: يقظة العرب ص The Arab Awakening ترجمة دكتور ناصر الدين الأسد ودكتور إحسان عباس (بيروت ١٩٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>