للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(القرن الخامس عشر الميلادي) أي بعد هجرة الأشراف الجمامزة إلى قنا بأكثر من مائتي عام .. كتب يقول: إن الهوارة استقروا في صعيد مصر وسكنوا في المنطقة الواقعة غرب النيل ابتداء من أسيوط ثم ما يليها جنوبًا، وبعد أن تحدث عنهم قال: أما عن الجهة الشرقية للنيل في الصعيد الأعلى فإنه ابتداء من بلدة أبويط شمالًا وحتى آخر جرجة قوص جنوبًا فقد "كانت بلادهم بلاد أمن وررع ومراعي وضرع" (١). ويقصد بذلك أراضي وقرى في شرق النيل من بينها قرى الأشراف وأراضيهم.

تلك كلمة عامة عن هذه القبيلة وسندخل الآن في التفاصيل فنتحدث أولًا عن العنقاويين من بني الحسن .. تاريخهم قبل هجرتهم إلى قنا وكيف اعتلى جدهم الشريف قتادة بن إدريس منصب الإمارة في مكة المكرمة (٢) وكيف توالى أبناؤه وأحفاده من بعده على الإمارة، ذادةً عن الحجيج وحماة لبيت الله الحرام، وكيف ازداد نفوذهم وحتى وجد سليم الأول سلطان الدولة العثمانية أنه أحوج ما يكون لشريف مكة ليكسبه الصفة الشرعية في حكم الأمة الإسلامية؟ ثم نتكلم عن سبب هجرة العنقاويين إلى أرض الكنانة حيث نزلوا إلى جوار بني عمهم الجمامزة من بني الحسين في قنا.

ونتحدث بعد ذلك عن الجمامزة من بني الحسين .. تاريخهم قبل هجرتهم إلى قنا، وكيف اشتغلوا في المدينة المنورة بالعلم والفقه (٣) بعد استشهاد جدهم الحسين بن علي بن أبي طالب؟ ثم توليهم منصب الإمارة في المدينة المنورة في رحاب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، ثم نتكلم عن مساهمتهم في الحروب الصليبية تحت لواء صلاح الدين الأيوبي .. ومن هنا بدأت علاقة أمراء المدينة المنورة بالأيوبيين، وقد استحق الأمير جمال الدين جماز بن القاسم أمير المدينة كل تقدير وإكرام من الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي لما أبلاه هو وأبوه الأمير عز الدين القاسم بن مهنا من جهاد وبطولة في الحروب الصليبية، ثم نتعرض للحديث عن أراضي قنا


(١) الخالدي: المقصد الرفيع المنشا ص ١٤٣ - ١٤٤ مخطوط.
(٢) زيني دحلان: خلاصة الكلام في أمراء البيت الحرام ص ٢٢، ٢٣.
(٣) سيد أمير علي: مختصر تاريخ العرب ص ٢٠٤ - ترجمة عفيف البعلبكي.

<<  <  ج: ص:  >  >>