للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرجع تاريخ هذه القبيلة في منطقة قنا إلى سبعمائة عام وينتسب أفرادها إلى رجلين (١): أحدهما من نسل الحسين الشهيد ابن علي بن أبي طالب وهو الشريف جمال الدين جمَّار بن القاسم بن مهنا أمير المدينة المنورة (٢) وقد عاصر جماز الملك عبد العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي الذي حكم مصر ٥٨٩ - ٥٩٥ هـ (١١٩٣ - ١١٩٨) (٣)، وكانت هجرة ذرية الشريف جمار إلى مصر في حوالي سنة ٦٤٧ هـ - ١٢٤٩ م وهي السنة التي قُتل فيها الأمير شيحة بن هاشم أمير المدينة المنورة على أيدي بني لام من قبيلة طيئ ثم حدث فيها النزاع على إمرة المدينة، هذا النزاع الذي انتهى بتولي عيسى الحرون بن شيحة حكم المدينة (٤) وهجرة الجمامزة إلى مصر، ومنذ ذلك التاريخ استقرت بهم الأحوال في أرض الكنانة. ويؤلف الجمامزة الآن معظم أفراد قبيلة الأشراف في قنا والقرى المحيطة بها.

أما الرجل الثاني فهو من نسل الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب وهو الشريف حسن بن بساط العنقاوي، وقد نزل الحسن في قنا في منتصف القرن العاشر الهجري أي القرن السادس عشر الميلادي، ورافقه في هجرته ابن أخيه الشريف محمد بن شكيب بن بساط، واستقرت ذريتهما في مدينة قنا، كما يسكن بعضهم في قرية المخادمة.

وقد كان للأشراف تقاليدهم وعاداتهم التي تمسكوا بها عبر القرون والأجيال، ومازالوا حتى اليوم متمسكين بها محافظين عليها.

ويروي لنا التاريخ أن الأشراف بعد هجرتهم إلى قنا كانوا عنصرًا من عناصر الاستقرار والأمن لهذه المنطقة، وكانت الأماكن التي سكنوها تعيش في أمن وسلام ورغد، فلا طغيان ولا تحكم، ولا اعتداء على أحد بدون سبب، وها هو الخالدي أحد المؤرخين الذين كتبوا عن تاريخ مصر إبان القرن التاسع الهجري


(١) حسين الرفاعي: تحقيق "بحر الأنساب" وبذيله كتاب "نور الأنوار" ص ٢٩ - ٣١.
(٢) ابن عنبسة: عمدة الطالب ص ١١٩ - مخطوط.
(٣) زامباور: معجم الأنساب ج ١ ص ١٥٠، ١٥١ ترجمة زكي حسن.
(٤) ابن فرحان اليعمري: نصيحة المشاور س ١٤٠ - مخطوط؛ القلقشندى، صبح الاعشى ج ٤ ص ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>