وثبت لهما أن مكارم هذه الأسرة على أبناء شعبها لا تنتهي ولا يوازيها أي نظام في العصر الحديث سواء في العالم الإسلامي أو في الأنظمة الديمقراطية.
[مشروع توطين البادية]
ليس في المملكة العربية السعودية على اتساع رقعتها نهر جار باستمرار كالنيل أو الفرات وإنما هناك ينابيع على شيء من الغزارة وأودية في كثير من الأنحاء تسيل أحيانًا وتجف فصولًا، والآبار هي مصدر السقيا الأول للناس.
وفي البادية لا يغرنك وأنت تجتاز مفارق الجزيرة قول أحد البادية هناك خبري، أو غدير، أو ثميلة، فليس هذه في عرفهم سوى ماء ضحل آسن من بقايا سحابة مرت فتجمع في أحد الحفر ماءها وتلوث ذلك الماء وبدت فيه جحافل الديدان. وإذا أجبرك الظمأ على الشرب فلابد لك من وضع طرف غترتك على الإناء الذي تغرف فيه من ذلك الماء ومن الأفضل أن تغض عينيك ولا تبالي بالرائحة والطعم.
وقد فطن الملك عبد العزيز -رحمه الله، إلى ذلك مبكرًا عندما أنشأ الهجر قرب مصادر المياه المعروفة في ذلك الحين والتي تجاوزت مائتين وثلاثين هجرة وما عهد الملك سعود -رحمه الله، إلا امتدادًا لعهد الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- لذلك عمد الملك سعود إلى تبني مشروع توطين البادية عام ١٣٨١ هـ لحثهم على استثمار الأراضي الصالحة للزراعة ومساعدتهم على الاستقرار والاستيطان سواء بجوار المدن أو الهجر الواقعة قريبًا منها ومن أجل الإقبال على المشروع قامت الدولة بتوزيع مكائن الماء على المواطنين وخصصت لهم مرتبات مالية لكل مالك ماكينة ماء، فبدأ أبناء قبيلة بني عطية في امتهان الزراعة في الهجر التي تتوفر فيها المياه حول مدينة تبوك مثل: دمج، ورايس، والخذماء، والجرثومة، وأبا العجيجات، وعيينة، والبديعة، وفجر، وغيرها من الموارد البعيدة عن مدينة تبوك فساعد هذا المشروع على استقرار الجزء الأكبر من القبيلة، أما الشيخ كريم فهو عظيم الاهتماء بالزراعة بالرغم من ثروته من الأنعام ولا أدل على ذلك من حفر العيون وأنشأ الرارع المحيطة بتبوك مثل: عين الزهرية، وأم قف، والخذماء، وأم لج، وآبار المواد لأنعامه مثل: القليبة،