إبراهيم السليمان الجربوع - مسلم البراهيم الفرج - محمد العلي الفايز - سليمان المحمد الصبيحي، وغيرهم.
وقد كانت هناك قضية بين خصمين وقد أصدر فيها حكمًا محمد الأحمد الرواف، لكن المدعي عليه تظلم لدى فضيلة الشيخ عمر بن سليم قاضي مدينة بريدة، وعند عرض تفاصيل الحكم عليه، قال له الشيخ عمر: لقد اجتهد محمد الرواف وطالما أنكم ارتضيتم به حكمًا فالعبرة بما يرتضيه المتخاصمان.
يقول أحد المعاصرين من العقيلات وهو سليمان الناصر الوشمي:"كانت هناك قضية بين إبراهيم السليمان الجربوع، وأحد العقيلات وقد اختير مسلم البراهيم حكمًا في هذه القضية، وقد جلس إلى المتخاصمين وأصدر حكمًا ارتضاه الطرفان".
كانت هناك قضية بين مسلم البراهيم وسعود النجيدي، وقد اختير إبراهيم السليمان الجربوع، وأصدر حكمه في هذه القضية.
نقول إن صدور مثل هذه الأحكام من هؤلاء الأشخاص إنما تصدر عن حيدة ودراية وإن لم يكونوا قد درسوا الأحكام القضائية وأخذوا إجازة فيها تجعل هذه الأحكام مقبولة شرعا، وإنما هو اتفاق (عرفي) سار عليه الأوائل وأصبح تقليدًا لم يعارضه القضاة الشرعيون لثقتهم في الأشخاص، وتراضي الطرفين المتخاصمين.
[دخول البلاد العربية]
منذ أيام الجاهلية الأولى، وحتى بعد ظهور الإسلام، لم يكن هناك ما يحد من تنقلات القبائل، سعيًا وراء المرعي، أو بحثًا عن الاكتيال في البلدان المنتجة للطعام. على أن الحدود قد عرفت بين القبائل وبعضها فهذه مساكن عنترة، وهذه لشمر، وهذه لعتيبة، وهذه لمطير، وهذه لحرب، وقحطان، وتميم، وغيرها من القبائل.
وقد حددت بالأحلاف التي عقدتها للقبائل مع بعضها البعض، فكانت القبائل في الجزيرة العربية تنتقل إلى المراعي المخصبة في الشتاء، فيما عرف ببلاد ما بين النهرين، وبلاد الشام وصحراء سيناء والصمان، والدهناء والنفود الكبير،