ثم تعود في الصيف إلى موارد المياه، وبهذه الأحلاف أمكن لقبيلة أن تقطن مع حليفتها على مورد واحد، إذا ما أجدبت أرض القبيلة الأخرى.
حتى إذا جاء الإسلام، لم يعدل من هذه الأحلاف، وإنما بقيت معترفًا بها حيث تكون حامية لقوافل التجارة وقوافل الحجاج، وتنقل هذه القبيلة إلى القبيلة الأخرى لتبادل المنفعة. وعندما جاء الحكم العثماني خلال القرن العاشر الهجري، كانت القوافل تروح وتغدو إلى أي بلد، دون أن تسأل عن هويتها، وإنما سنت تعليمات لأخذ الجباية مقابل البيع والشراء، تدفع لحكام هذه البلاد أو تلك.
حتى إذا حل القرن الرابع عشر الهجري، واندلعت الحرب العالمية الأولى والثورة العربية ضد الحكم التركي، كانت بعض القبائل العربية من الجزيرة العربية تشارك في هذه الثورة والقوافل التجارية تدخل وتخرج إلى البلدان العربية المجاورة دون أن تسأل عن هويتها (١).
وعندما أعلن عبد العزيز آل سعود نفسه سلطانًا على نجد وملحقاتها ومتصرفًا على الأحساء عقد معاهدة القطيف بينه وبين الحكومة الإنجليزية عام ١٣٣٤ هـ/ ١٩١٦ م، وجاءت موافقة الحكومة العثمانية على احتلاله على الأحساء اكتسبت بهذه الاتفاقية الصفة الدولية التي تحق له إصدار تصاريح لدخول وخروج مواطنيه وتحديد هويتهم.
ويقول أحد المعاصرين من العقيلات: قبل افتتاح مكاتب لعبد العزيز في الشام ومصر كان هناك وكيل له في الشام ومصر، وبعض البلدان الأخرى يصدرون تصاريح وتعريفا بالمواطنين للتنقل بين الشام ومصر والعراق وغيرها من البلدان.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عقدت معاهدة (المحمرة) عام ١٣٤٠ هـ/ ١٩٢٢ م تلاها بروتوكول (العقير) بين عبد العزيز بصفته سلطانًا على نجد وملحقاتها والحكومة البريطانية بصفتها الوريث للحكم التركي على العراق، وهذه المعاهدات عنيت بشكل خاص بشئون القوافل وتنقل الأفراد والقبائل العربية من وإلى الجزيرة العربية خاصة بعد تغيير الأوضاع السياسية وفرض الانتداب على