البلدان العربية المجاورة كان دخول العُقيلات على هذه البلدان بتصاريح خروج من الحدود التي عرفتها هذه المعاهدات وتصاريح دخول تتيح لهم التنقل بحرية.
ونظرًا لوجود عدد كبير من العقيلات في الشام ومصر والعراق استوطنوا هذه البلاد تجارًا للمواشي من الإبل والخيول، ومقيمين يعملون بالتجارة ووكلاء للتجارة في مدينة بريدة.
كتب عبد العزيز آل سعود إلى جماعة أهل بريدة رسالة (١) بتاريخ ٢٩ ذي القعدة ١٣٤٠ هـ/ ٢٤ يوليو ١٩٢٢ م يطلب إليهم فيها ترشيح اثنين من العقيلات الذين يقيمون في سوريا ومصر لتعيينهما وكيلين له (قناصل) معتمدين لرعاية مصالح الدولة التي بدأت تزدهر ثم رعاية مصالح الجاليات الموجودة في هذه البلدان، ويكونون أداة اتصال بين عبد العزيز والحكومة الفرنسية والبريطانية.
يقول أحد المعاصرين: اقترح جماعة أهل بريدة على عبد العزيز آل سعود تعيين سليمان العلي المشيقح في دمشق وفوزان السابق في مصر، وهما من كبار تجار العقيلات المقيمين في هذه البلدان، والمشهود لهما بالكفاءة والمقدرة، وقد عينوا من قبل عبد العزيز معتمدين باسم سلطان نجد وملحقاتهما، وكانت التصاريح تصدر تحت عنوان سلطنة نجد وملحقاتها، وبدأ الوكلاء يؤدون دورهم كأول معتمدين من العقيلات لسلطنة نجد وملحقاتها.
وبعد فتح الحجاز عقدت معاهدة بين عبد العزيز بصفته ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها وبين الحكومة البريطانية عام ١٣٤٥ هـ/ ١٩٢٦ م أعقبتها معاهدات مع الحكومة الفرنسية واعترافات من أكثرية الدول الأجنبية، فأصبحت التصاريح تصدر تحت عنوان معتمد مملكة الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها، ونتيجة لهذه المعاهدات أصبح دخول (العقيلات) إلى البلاد العربية التي جزأها الاستعماران البريطاني والفرنسي بتصاريح خروج يحصلون عليها من الحدود، وإذا دخلوا إلى عمان وأرادوا السفر إلى سوريا فإنهم يذهبون إلى القنصلية الفرنسية
(١) نص الرسالة منشورة بالعدد الخاص باليوم الوطني جريدة المدينة العدد ٣٨ بتاريخ ٢٣ القعدة ١٤٠١ هـ/ ٢٥ سبتمبر ١٩٨١ م مع مقال كتبه الأستاذ عبد الكريم العبد اللَّه المشيقح وهو أحد أعيان بريدة، وقد اطلعت على هذه الرسالة من كاتب المقال.