واصطناع كيان اليهود في فلسطين ووضع الحدود بين الأقطار العربية مما عرقل مسيرتهم وكلفهم الكثير من الجهد والمال ومحدودية الحركة، ثم جاءت قاصمة الظهر بالنسبة لهم وهي استخدام وسائل النقل الحديثة من سيارات وطائرات بين الجزيرة العربية والأقطار المجاورة واستغناء الناس عن استخدام الحيوانات في النقل والركوب والجر والحرث، وبذلك وضع آخر العقيلات عصا الترحال حوالي عام ١٣٧٠ هـ، ١٩٥٠ م بعد رحلات متوالية وخدمات متصلة استمرت قرابة ثمانية قرون.
[فئات العقيلات]
ينقسم العقيلات إلى عدة فئات سواء من حيث حجم التجارة التي يتعاملون بها أو كبر قوافلهم واستعداداتهم وخدماتهم وهم في الغالب يتكونون من ثلاثة مستويات:
أ - المستوى الكبير سواء في حجم التجارة أو حجم القوافل وهؤلاء الذين تصل قوافلهم إلى ما بين ٣٠٠ - ٤٠٠ رعية من الإبل والرعية من الإبل تتكون من ٨١ أو ٩١ بعيرًا والخيل ما بين ١٠٠ - ٢٠٠ رأس وتصل أعداد ما تحتويه الحملة إلى ثلاثة آلاف من الإبل والخيل أو أن تكون قوافلهم التجارية التي تصل إلى ٣٠٠ - ٤٠٠ شراع أو خيمة والشراع لخبرة تتكون من ٦ - ١٠ أشخاص وتحتاج مثل هذه القوافل الكبيرة إلى آلاف الأشخاص الذين يصحبون مثل هذه القوافل من حراسة مسلحة وعاملين بمختلف شئون القافلة من رعيان للإبل ومساعدين وأدلاء ومعرفين وطلائع أو "قُلُوطًا" ومن يقومون بخدمة هؤلاء الرجال من إعداد الطعام ونصب الخيام وتحمل الأحمال وإنزالها وغير ذلك من مهام هذه القافلة ومثل هذه القوافل الكبيرة تحتاج إلى وقت طويل من الإعداد والتجهيز والترتيب ومسيرها يكون بطيئًا فقد يستغرق إعداد القافلة ومسيرها ووصولها إلى هدفها حوالي ستة أشهر، أي أن مثل هذه القوافل تتحرك مرتين في السنة للقافلة الواحدة وللتاجر أو الناقل الواحد خلال السنة.
ب - القوافل المتوسطة وهي التي يكون حجمها أصغر من الأولى وتتراوح ما بين ١٠٠ - ٣٠٠ رعية من الإبل والخيل أو ما بين ١٠٠ - ٣٠٠ شراع وتكون حاجتها من الرجال أقل من حاجة الأولى لمختلف الخدمات وحركتها أسرع إذ لا