(١) معنى القصيدة: المعمرون من الشعراء، بصابون بالملل واليأس ويضيقون ذرعًا في الحياة، لعجزهم وخور قوتهم، فيتذكرون الماضي وينديونه ويتمنون الموت، فالشاعر زهير بن أبي سلمي يقول: (سئمت تكاليف الحياة) وهذا الشاعر الخزاعي يقول: بأن الزمان: فنى عمره وأبلاه، مشبهًا نفسه بالفرخ الصغير العاجز الذي لا حول له ولا قوة، كقول: لا أنا ميت فأُسلى، ولا هو حي قوي كعادته صاحب أمر ونهي، ثم يتذكر الماضي البعيد في اعماقه، فيفخر بأنه أمضي دهره يهزم جيش الأعداء وحده ويعطي الهبات الكثيرة دون مِنَّة، وكان لدهر، لا تجن عشيرته لها ميتًا إلا أن يخط هو له القبر. وجَنَّ الميت جَنّا، وأجَنَّه: ستره. والجَنَنُ بالفتح: القبر لستره الميت. والجَنَنُ أيضًا: الكفن. وأجَنَّه: كفنه. وأجْنَنْتَهُ: أي واريته (لسان العرب). (**) سير أعلام النبلاء ١١/ ٨، النجوم الزاهرة ٢/ ٢٥٤، مختصر تاريخ دمشق ٣/ ٩٩.