للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرْدي بأُسْدٍ كِرَامٍ لا تَنابلَة … عند اللِّقاءِ ولا مِيلٍ مَعَازِيلِ (١)

فَظَلْتُ عَدْوًا أظنُّ الأرْضَ مَائِلةً … لمَّا سَمَوْا برَئيس غير مَخْذولِ (٢)

فقلتُ: وَيْلَ ابْنِ حَرْبٍ من لقائِكُمُ … إذا تَغَطْمَطَتِ البَطْحَاءُ بالجيلِ (٣)

إنِّي نَذِيرٌ لأهل البَسْلِ ضاحِيةً … لكلِّ ذِي إِرْبَةَ منهم ومَعْقُولِ (٤)

من جَيْشِ أحْمَدَ لا وَخْشٍ تَنَابِلَة … وليس يُوصَفُ ما أنْذَرْتُ بالقِيلِ (٥)

فثني ذلك أبا سفيان ومن معه.

قال معبد شعرًا في ناقة للرسول هوت:

فأقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ينتظر أبا سفيان، فمر به معبد بن أبي معبد الخزاعي، فقال، وقد رأى مكان (٦) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وناقته تهوي (٧) به:

قَدْ نَفَرَت من رُفْقَتيْ مُحَمَّدِ … وَعَجْوَةٍ مِنْ يَثْرب كالعَنْجَدِ (٨)

تَهْوي على دينِ أَبِيها الأتْلَدِ … قَدْ جَعلَتْ ماءَ قُدَيد مَوْعِدي (٩)

وَمَاء ضَجْنان لَهَا ضُحَى الغَدِ (١٠)


(١) تردي: تسرع. والتنابلة: القصار. والميل: جمع أميل، وهو الذي لا رمح أو لا ترس. وقيل هو الذي لا يثبت على السرج. والمعازيل: الذين لا سلاح معهم.
(٢) العدو: المشي السريع. وسموا: علوا وارتفعوا.
(٣) ابن حرب: هو أبو سفيان. وتغطمطت: اهتزت وارتجت، ومنه: بحر غطامط إذا علت أمواجه. والبطحاء: السهل من الأرض، والجيل: الصنف من الناس وفي سائر الأصول: إذا تعظمت البطحاء بالخيل. وهو ظاهر التحريف.
(٤) أهل السبل: قريش لأنهم أهل مكة، ومكة حرام. والضاحية: البارزة للشمس. والإربة: العقل.
(٥) الوخش: رذالة الناس وأخساؤهم. والتنابلة: القصار. والفيل: القول. سيرة ابن هشام ج ٣ ص ١٠٢.
(٦) في سائر الأصول "وقد كان رسول اللَّه. . . إلخ".
(٧) تهوي: تسرع.
(٨) العنجد: حب الزبيب، ويقال: هو الزبيب الأسود.
(٩) الدين: الدأب والعادة. والأتلد: الأقدم. وقديد: موضع قرب مكة.
(١٠) ضجنان: بالفتح والتحريك، جبل بناحية تهامة، وقيل على بريد مكة. وجاء في معجم البلدان بين ضجنا ومكة خمسة وعشرون ميلًا. (سيرة ابن هشام ٣/ ٣١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>