للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بنو عامر بن صعصعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]

كان بنو عامر بن صعصعة من القبائل التي عرض النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه عليها قبل أن يهاجر إلى المدينة المنورة.

فقد جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بني عامر، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، فقال بجرة بن فراس العامري: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء"، فقال له: أفتهدف نحورنا للعرب دونك (١)، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك.

ولما رجعت بنو عامر تحدثوا إلى شيخ لهم لم يواف معهم المواسم لكبر سنه، فلما قدموا عليهم سألهم عما كان في موسمهم، فقالوا: جاءنا فتى من قريش من بني عبد المطلب بن هاشم، يزعم أنه نبي، ويدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه، ونخرج به إلى بلادنا، فوضع الشيخ يديه على رأسه، ثم قال: يا بني عامر هل لها من تلافٍ (٢)؟ هل لذناباها في مَطْلَب (٣)؟ والذي نفسي بيده ما تقوَّلها إسماعيلي قط (٤)، وإنها لحقٌّ فأين رأيكم كان عنكم؟

- ويقص عبد الله بن الشِّخِّير العامري - رضي الله عنه - قصة وفود بني عامر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: أنت


(١) أي تجعل نحورنا هدفًا يرميه العرب.
(٢) أي هل يمكن تلافي ما فعلتموه.
(٣) هذا مثل يضرب للتندم على ما فات، وأصله من ذنابي الطائر إذا أفلت من الحبالة فأردت الإمساك به.
(٤) أي ما ادعى النبوة أحد من بني إسماعيل بن الخليل إبراهيم - عليهما السلام - قبل ذلك أبدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>