للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن مصرع ١٠.٠٠٠ عشرة آلاف من الفُرس في نظير ٢٠٠٠ ألفين استشهدوا من المسلمين.

وفي اليوم الثالث أخذ الفُرس (١) يحملون على المسلمين بالفيلة بعد أن أصلحوا توابيتها وأحاط بها أبطالهم حتى لا يقطع المسلمون وضونها، فلما رأى سعد أن الفيلة تفرق كتائب المسلمين أرسل إلى القعقاع بن عمرو وأخيه عاصم بن عمرو قائلًا لهما أكفياني الفيل الأبيض لأنه هو زعيم الفيلة حيث إنها تألفه ولا تفر عنه فحمل القعقاع وأخوه عاصم عليه ووضعا رمحيهما في عيني الفيل الأبيض فنفض رأسه وطرح من عليه ودلي بشفره فضربه القعقاع بسيفه فرمى به وقتل من عليه وأسرعت الفيلة بالفرار عن فلول المسلمين.

وبعد سقوط المدائن في يدي المسلمين خرج القعقاع بن عمرو (٢) في طلب المنهزمين فلحق بفارس من الفرس وهو يكر على قوم من المسلمين وقد تعبوا منه ولا أحد منهم يدنوا إليه فقصده القعقاع بشدة عزمه وقتله ووجد معه حقائب مغلقة ففتحوها فإذا في حقيبة خمسة أسياف وفي الأخرى مثل ذلك محلات بالذهب ودرع كسرى ومغفره ومنطقته ودرع هرقل ملك الروم ودرع خاقان ملك الترك ودروع جماعة من الملوك قد جمعها كسرى من أيام غزواته لهم، وأما السيوف فكانت سيف كسرى وسيف هرقل وسيف خاقان وسيف النَّعمان بن المنذر فلما رآها سعد قال للقعقاع خذ أي سيف شئت وجاهد به العدو فأخذ سيف هرقل وأعطاه درع بهرام وأما بقية الأسلاب والغنائم فأعطاها الكتيبة الخرساء يعني كتيبة القعقاع إلا سيفي كسرى والنعمان فأبقاهما لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب مع التاج والثياب.

[فتح مصر]

وعند فتح مصر وتوابعها انتشر الصحابة في كل مكان يبشرون بدين الله فكان القائد العام عمرو بن العاص يدعو الأبطال من الصحابة ويسلمهم الرايات فصار كل واحد يتسلم رايته بعد أن يؤمره على خمسمائة مجاهد فينشد شعرا ولما


(١) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٤٤.
(٢) انظر: فتوح الشام ج ٢ ص ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>