للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحدث صاحب دكان في عسفان، من أهل التقوى والصلاح، فقال: جاءني نفر من سُلَيْم فأخذوا يكتالون من عندي، وأعجبتهم سماحتي ولما انتهيت من الكيل سألوني عن اسمي وهم يكثرون الثناء علي، وكان اسم الرجل محمودًا، قال: فقلت لهم: اسمي محمود. ولم يعلم الرجل أنهم يكرهون هذه الكلمة.

قال: فأخذوا ينسلون واحدًا بعد الآخر ولم يعودوا لأغراضهم! وقد أنجب محمود هذا واحدًا وعشرين ولدًا وأربع بنات، زوج اثنتين منهن للهاشميين وواحدة للعُمَرِيَّين.

وتنقسم اليوم قبيلة بني عمرو إلى: ولد محمود، وولد عبد الله، فلعل ولد محمود هؤلاء منسوبون إلى محمود هذا. وتقول بعض روايات مترسبة في بني عمرو: إن رومي بن عسم الأول هو ابن محمود. انظر قصته عند الحديث عن العسوم.

[٢ - العسوم]

أمراء بلغوا من القوة ما جعلهم ينازعون الأشراف في إمارة مكة، ويقف أميرهم مهددًا بالسيف فيطيع الجميع. ظهرت هذه الأسرة بعد آل محمود، ولم نعلم تأريخ وصولهم إلى الإمارة، إلا أنه من الثابت أنهم ظلوا مسيطرين على قبيلة حرب إلى القرن الحادي عشر حيث قادوا وقائع (١) المجللة بتواتر الروايات. ثم تقهقر نفوذهم مما فتح المجال لظهور إمارات عديدة خاصة بعد أن انساح عدد من قبائل حرب إلى نجد.

وأول ذكر لهم يصلنا عن ذلك الغلام الذي أثار (حرب البنت) (٢)، ويقول بعض رواة بني عمرو: أن العسمي هذا من أبناء محمود، وأن اسمه "رومي" قد


(١) انظر أيام حرب وعنَزَة.
(٢) انظر أيام حرب وسُلَيْم.

<<  <  ج: ص:  >  >>