للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء فازعًا من الفرع لزبيد في دوران، وعندما توفي أبوه طالب بالإمارة فرفض إخوته أبناء محمود ذلك، فناصرته زبيد مسروح فاغتصب الإمارة من إخوته فسمي العسمي لأنه عسمهم أي غصبهم وضامهم. فإذا صحت الرواية فإن حرب البنت أقدم من يوم الحرَّة.

ويؤيد ذلك:

١ - أن موقعة الحرة كما ذكر الهمداني كانت فاصلة، وأن بني سُلَيْم وضعوا عمائمهم بعدها عن رءوسهم.

٢ - أن روايات زبيد تتفق أن العسمي ليس من زبيد، والشاهد قول شاعرهم:

شريت لي رومه من الأروام … وأصبحت أحارب شرية أيديه

فهو بذلك يخرجه ويجعله مشترى أي أُتي به من خارج القبيلة، ولكنه يستغل اسمه "رومي" للنيل منه وإلصاقه بالروم.

ويرد العسمي:

شريت عزك وأنت ما تنلام (١) … قدامنا دارك هتيميه

يعرض في ذلك بقود الشاة لسُلَيْم وأنه "رومي" هو الذي حررهم من ذلك.

وبعد أن دانت للعسوم مسروح وبنو عمرو وزبيد صارت بنو سالم تبعًا لذلك.

وفي سنة (٨٧٣ هـ) غزا الشريف محمد بن بركات والي مكة زبيدًا بين خليص ورابغ وقتل أميرهم رومي (٢) وأخاه مالكًا (٣).

ويحدثنا العصامي أنه في سنة ٩٠٧ هـ توفي أمير مكة فاجتمع الأشراف


(١) أي لا يلام من يشتري العز.
(٢) ليس هذا رومي الأول، وهناك كثير من أمراء العسوم من يسمى (رومي).
(٣) انظر حوادث (٨٧٣ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>