للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والقضاة وكان أمير حرب مالك بن رومي ضمن هيئة الانتخاب ففرض عليهم الشريف جازان بالتهديد، وقد سكت الجميع وطأطأت الرءوس عندما تكلم مالك. وكان المنافس لجازان الشريف بركات (١)، وعندما تولى إمارة مكة أراد أن ينتقم من مالك فأوقع به سنة ٩١٣ هـ عند جبل الروحاء فقتله وقتل أولاده الثلاثة: معوضًا وقادمًا وداغرًا (٢) وأخاه مشهونًا.

ويقول العصامي في ذلك إن مالكًا هذا كان سببًا في نهب مكة، ولم يوضح ذلك ولا يذكر تأريخه.

ويظهر أن الحال قد وصل بالعسوم إلى أن أرادوا أن يكون لهم إمارة الحجاز أو شرك فيها، بدليل قول أحمد بن الحسين شاعر البطحاء، لبركات بعد قتل مالك:

أرادت زبيد في جنابك دولة … فضلت بها أوهامها والشكائك

وقد قاد العسميون الحرب ضد مُطير فوضعوا حدهم في السوارقية، ولا يزال معروفًا (٣). وفي أواخر القرن الحادي عشر قادوا وقائع المجلّلة وأجلوا عنزة عن المدينة وضواحيها (٤).

وقد وصلت صولتهم إلى أن خافتهم القبائل المجاورة بل كل الحجاز بما فيه الأشراف. وكان يكفي أي شخص يريد التجوال في الحجاز أن يسم ذلوله بوسم العسوم فلا يتعرض له أحد.

ولكن الضربات كانت تتوالى عليهم فغزاهم الأتراك بعد وقائع المجللة فقتلوا


(١) انظر حوادث (٩١٣ هـ).
(٢) لعل اسمه (ذاعر) لأن العرب تسمى ذاعرًا وقلما تسمى داغرًا.
(٣) انظر أيام حرب ومطير.
(٤) انظر أيام حرب وعنزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>