نافعًا وروميًا. وعندما جاء محمد علي في القرن الثالث عشر انضم إليه العسميون، ولكنهم هذه المرة ليسوا باسم حرب، فقد ظهرت إمارات كثيرة. كآل مضيان وغيرهم.
وعندما انتهت استولى المصريون على البلاد وحصنوا المدن بالجنود والسلاح ولم يعد للعسوم كثير أهمية، فقام عبد الله ابن عسم في أول القرن الثالث عشر فحدد مع أعيان زبيد الديار المعروفة اليوم بالزبيدية. وجاءت الحدود متقلصة عما كان سلطانهم وصل إليه، ويدل هذا بوضوح إلى أن نفوذهم خبا وأنه لم يعد إلا على زبيد فقط، وتقول الوثيقة التي رأيتها عند أمير رابغ: - باختصار - إن ديار زبيد تبدأ من وادي ينبع شمالًا إلى عسفان ووادي الغولاء جنوبًا، ومن البحر الأحمر غربًا إلى خط متعرج شرقًا، ذكر أنه يمر ببدر فالأبواء فحجر فمسر ثم غران فإلى عسفان.
وآخر وقائعهم التي استطاعوا أن يقودوا حربًا فيها هي يوم بين حرب وهُذَيْل، قاده صالح العسمي الذي أدركنا ابنه إلى عهد قريب (١) وعندما جاء الحكم السعودي كان العسوم قد ضعفوا وظهرت إمارة آل مبيريك في رابغ فاستحوذت على زبيد، فأصبح ابن عسم على خليص فقط تابعًا لأمير رابغ، ثم ظهر في خليص أناس لهم نفوذ فكثر الآمرون والحاكمون حتى صاروا أربعة أو أكثر، ولعل ابن مبيريك كان مسرورًا بذلك: فلا زال شبح العسوم يلاحق آل مبيريك، وكانت صراحة البادية دائمًا تطري مجد العسوم أمام آل مبيريك. وعندما تطورت البلاد ونمت الثروة في السنين الأخيرة كثرت مشاكل البلد ودخله كثير من الأجانب، وهز الناس ما يبث في الإذاعة من أغان وتمثيليات، فكثر الفساد