للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصة المُجَذَّر بن زياد البَلَوي مع البُخْتري القُرشي في غزوة بدر الكبرى

قبيل المعركة بين المسلمين وقريش قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه إني قد عرفت أن رجالًا من بني هاشم من قريش قد أُخرجوا كرهًا ولا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقى منكم أحدًا من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقى أبا البختري بن هشام بن الحارث بن أسد القرشي فلا يقتله فإنما خرج مكرَهًا.

قال ابن إسحاق: وإنما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قتل البُخْتُري، لأنه كان أكفُ القوم عن رسول الله وهو بمكة المكرمة، وكان لا يؤذيه ولا يبلغه عنه شيء يكرهه وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم رهط النبي الأقربين وقد علَّقتها في جوف الكعبة لمقاطعة بني هاشم.

قال ابن هشام: أن بعد اندلاع القتال بين مشركي قريش وصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ماء بدر، وفي وطيس الحرب كان البختري بن هشام القرشي يركب على بعير ومعه زميل أردفه خلفه وهو من كِنَانة (من بني ليث)، وكان أخواله من (أسد) قريش (١) رهط البختري واسم أمه (مَليحَة)، وكان اسم الكنَاني جنَادة بن مَليحَة نسبة لأمه القرشية وهي بنت زُهير بن الحارث بن أسد بنت عَم البخترَي.

قال ابن هشام البختري اسمه (العاص) بن هشام بن الحارث بن أسد. فلقيه المُجَذَّر بن زياد البلوي فقال للبُخْتُري: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهانا عن قتلك، قال البُخْتُري: وزميلي؟! فقال المُجْذَّر. لا والله ما نحن بتاركي زميلك ما أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بك وحدك فقال البُخْتُري: لا والله إذن لأموتن أنا وهو جميعًا ولا تتحدث عني نساء مكة إن تركت زميلي حرصًا على الحياة!!، وارتجز البختري حين نازله المُجَذَّر البَلَوي وأبى إلا القتال قائلًا:

لن يُسْلم ابن حرة زميله … حتى يموت أو يرى سبيله

فاقتتلا فقتله المُجَذَّر بن زياد البَلَوي وقال شعرًا في قتله للبُخْتُري القُرَشي وهو مُكره لما نهى عن ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -.


(١) قُريش من كنانة مثلها كأي قبيلة كنانية ولكنها نالت الشرف بنسب النبي - صلى الله عليه وسلم - لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>