قال عمر بن شبة: سمعت أبي يقول: تقدم خالد بن يوسف التميمي إلى عمر بن عامر في منازعة، وكان رجلًا بدينًا، فأمر بإقامته، فَعنف به الذي أقامه، فأظهر من جسده شيئًا، فأصبح ميتًا، فخرج بجنازته وتبعه صوارخ يصرخن: واقتيل عمراه! .. فخرج من ذلك جزعًا فاحشًا، فجعل يدعو بالموت والراحة من القضاء، فلم ينشب أن مات فجأة.
قال أبو بكر: ولعمر بن عامر حديث صالح، وروى عنه الناس.
هُشَيْمُ بن بشير السُّلَمي
من واسط وقدم بغداد وأقام فيها حتى الممات.
نابغة من بني سُلَيم في القرن الهجري الثاني، في علم الحديث وفي روايته.
وهو هُشَيْمُ بن بشير بن أبي خارم - القاسم - بن دينار السُّلَمي، ويكنَّى أبو معاوية، ومقره ومقر أبيه: واسط - المدينة التي بناها الحجاج بن يوسف الثَقَفِي. وقيل: إنه بُخاريُّ الأصل، أي الموطن لا النسب، فإنه سُّلَمِيُّ النسب.
وكان بشير والدُ هشيم طبَّاخًا للحجَّاج بن يوسف، وكان يطبخ "الصحناة" - إدام يتخذ من السمك الصغار مُشَةٍ مُصْلِحٌ للمعدة - وقد طلب ابنه هشيم الحديث - فاشتهاه، وكان أبوه يمنعهُ، فكتب الحديث حتى جالس أبا شيبه القاضي، فكان يناظر أبا شيبة في الفقه، فمرض هشيم فقال أبو شيبة: ما فعل ذلك الفتى الذي كان يجيء إلينا؟ قالوا: عليل، قال: فقال: قوموا بنا حتى نعوده، فقام أهل المجلس جميعًا يعودونه، حتى جاءوا إلى منزل بشير فدخلوا إلى هشيم، فجاء رجل إلى والده بشير ويده في "الصحناة"، فقال: ألحَقِ ابنك فقد جاء القاضي يعوده، فجاء بشير والقاضي في داره، فلما خرج قال لابنه: يا بُنَيَّ قد كنت أمنعك من طلب الحديث، فأما اليوم فلا، صار القاضي يجيء إلى بابي، متى أمَّلْتُ أنا هذا؟
وكان جد هشيم - القاسم - وأبو شعبة الحجاج شريكين في بناء قصر الحجاج - بواسط.