للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع هشيم، عَمْرَو بن دينار، والزّهْرِيَّ، ويونس، وعبيدًا، وأيوبَ السختياني، وغيرهم. وروى عنه مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وشعبة، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندر، ووكيع، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو خيثمة، وغيرهم. وهو محدث بغداد، قال يحيى القطان: هو أحفظ من رأيت بعد سفيان وشعبة، وكان عنده عشرون ألف حديث، ومكث يصلي الفجر بوضوء العشاء عشرين سنة قبل موته، وله من الكتب: كتاب السنن في الفقه وكتاب التفسير وكتاب القراءات (١).

ومولده بسنة ١٠٤ هـ، ويبدو أن ولادته كانت بواسط، وحينما كبر لم يخضب، بل ظل أبيض شعر الرأس واللحية.

وتوفي ببغداد، في يوم الأربعاء لعشر مضين من شعبان سنة ١٨٣ هـ، فله من العمر إذن ٧٩ عامًا.

وكان هشيم سريع الحفظ قويَّ الذاكرة، يقول عن نفسه: سمعت من الزهري نحوًا من مائة حديث فلم أكتبها: يقصد أنه اكتفى بحفظها الراسخ، وما احتاج إلى أن يكتبها.

وَثَّقَهُ أئمة الحديث وأعلامه في عصر الإسلام الذهبي، بالنسبة لعلوم الحديث خاصة. قال عبد الرحمن بن مهدي: كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري.

وَوَثَّقَهُ شعبة وحماد بن زيد وعبد الرحمن بن مهدي وأبو عبد الله ووكيع ويزيد بن هارون وأبو داود سليمان بن الأشعث ويحيى بن سعيد القطان وعلي بن حجر وابن المبارك وابن عمار. وقال عنه ابن عمار: لم يُعَد عليه خطأ. وقال عنه إبراهيم الحربي: كان حُفَّاظ الحديث أربعةً، كان هشيمٌ شَيْخَهُمْ وكان يحفظ هذه الأحاديث - يعني المقطوعة - حفظًا عجيبًا، وكان يصفُ المعنى.


(١) كتاب الفهرست، لابن النديم، ومرآة الجنان، لأبي محمد اليافعي اليمني المكي، ص ٣٩٣ الجزء الأول، طبع حيدر آباد دكن.

<<  <  ج: ص:  >  >>