في ٦ شوال سنة ١٣٢٦ هـ عين الشريف الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين العبدلي من أحفاد أبي نمي محمد بن بركات، عُيّن أميرًا للحجاز فوصل إلى جدة في ٩ ذي القعدة من السنة المذكورة. ولعله منذ ذلك الوقت كان يخطط للثورة ضد العثمانيين فأخذ يستميل القبائل القوية في الحجاز مثل قبيلة حرب وعتيبة ومطير وغيرها. وفي سنة ١٣٢٩ هـ كان الإدريسي قد أوعز إلى أعوانه ومؤيديه بالهجوم على "أبها" قاعدة عسير، فكلفت الحكومة العثمانية الحسين بالعمل على فك الحصار عن قواتها في أبها، ويقول صاحب الرحلة اليمانية: فامتثل للأمر الشاهاني وجمع جيشًا من الأشراف والعرب: من قبائل عُتيبة، ومُطير، وابن الحارث، والبقوم، وسُبيع، وقبائل حرب. وإنما اختص هؤلاء القبائل بالتوجه معه لأنهم فرسان مدربون. وفي مكان آخر يذكر أن حملة الأثقال لهذه الغزوة كانت مكونة من ألفي جمل لقبيلة حرب (١).
وقد جربت بعض قبائل العصيان على الحسين فتجمعت قرب الهدة قبائل من بني عمرو فجهز لها جيشًا بقيادة أحد الأشراف الحُرَّث فجرت موقعة بين الطرفين على آبار أم الدُّبيج جنوب عسفان، على ٥٢ كم شمال مكة، ثم سويت المسألة صلحًا سنة ١٣٣٣ هـ. وهذا دليل على أن الحسين لم يرد ردع هذه البطون لئلا يغضب بذلك قبائل حرب. ومما يروى عن الحسين في إعجابه بقبيلة حرب وتودده إليها أنه كان يردد على مسامعهم: ما حرب إلا بحرب، وحرب حرابة الدول.
[حرب والثورة العربية الكبرى]
لقد كان الحسين يعد حربًا جيشًا من جيوشه، وتوثيقًا لهذا الهدف عين الشريف محسن بن أحمد بن منصور من ذوي عبد الكريم شيخًا لمشايخ حرب