للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كانت هذه المواطن، وتلك المنازل كثيرة متعددة تعدد بطون هذه القبيلة وكثرتها، كما أن الرقعة التي كانت تشغلها، وتتخذ منها مسرحًا لحياتهم لم تكن في مجموعها ذات طبيعة جغرافية واحدة، فكانت هُذَيْل تسكن الجبال والهضاب والوهاد والوديان في منطقة واسعة من الإقليم.

[السراة]

ومن أهم البقاع التي كانت تقطنها بطون هُذَيْل بعض الأجزاء الحجازية من تلك المرتفعات التي تمتد في سلسلة جبلية تخترق إقليم الحجاز، وتمتد شمالًا حتى بلاد الشام، وجنوبًا حتى بلاد اليمن، وقد يصل ارتفاعها إلى (٢٤٠٠ م) فوق سطح البحر (١)، وتسمى هذه السلسلة جبال السراة. وهذه السلاسل الجبلية إذا وصلت إلى الطائف مالت شرقًا كأنما هي في زاوية، وتركت مكة بينها وبين البحر.

ويقول الهمْداني إنه لم يعد يطلق اسم السراة إلا على هذه السلسلة الجبلية بين الطائف وصنعاء، وقد تغير اسمها فيما دون ذلك (٢).

وقد كان يشارك هُذَيْلا في هذه السروات جيرانها من القبائل الأخرى مثل فَهم، وعَدوان، وبجيلة، وثقيف وغيرها، وكلها قبائل عربية فصيحة (٣).

وقد تحمل هذه الجبال عدة أسماء تختلف باختلاف أماكنها، وباختلاف القاطنين فيها. والذي تقطنه هذيل منها ينسب إليها، فيقال سراة هُذَيْل.


(١) د. الصياد: الملكة العربية السعودية "مذكرات معهد الدراسات العليا ص ١١".
(٢) صفة جزيرة العرب ص ٢٩٧.
(٣) معجم البلدان ٥/ ٦٠، ٦١. الألوسي: بلوغ الأرب في أحوال العرب ٣/ ٩٥. البكري: معجم ما استعجم ١/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>