للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسنرى أن جبال هُذَيْل نفسها تتعدد أسماؤها، وتختلف اختلافًا ملحوظًا فيما بينها.

ويحدد ابن خلدون سراة هُذَيْل هذه بأنها "متصلة بجبل غزوان المحيط بالطائف، ولهم أماكن ومياه في أسفلها من جهات نجد وتهامة بين مكة والمدينة" (١).

وواقع الأمر أن جبل غزوان هذا يقع في الجنوب الشرقي من مكة، وفي ذروته مدينة الطائف، وليست سراة هُذَيْل متصلة به فتحسب - كما يقول ابن خلدون - وإنما هو جزء من هذه السراة التي تتناثر فيها مساكن هُذَيْل ومنازلها (٢).

ومن جبال هُذَيْل أيضًا كُرّ، وكَرَاء، والهَدّة، وكلها سلاسل جبلية متصلة تحيط بالطائف، وتفضي إلى باديتها (٣). ومن بين سلاسل هذه الجبال نجد الشَّفا، وهو الآخر من جبال الطائف (٤).

وفي سفح كرّ نجد موضعًا مشهورًا لهذيل هو عاذ (٥)، وقد يسمى "أنف عاذ"، وهو من ديار هُذَيْل المجاورة لبني سُلَيْم (٦)، وكان لهذيل فيه محلتان إحداهما فوق الأخرى، وبينهما مسافة ميل تقريبًا (٧).

ويذكر ياقوت أن من جبال هُذَيْل القريبة من الطائف جبال الجوز (٨)، ويريد الفيروزآبادي أن يكون أكثر دقة وتحديدًا، فيقول: إنها لبني صاهلة من هُذَيْل (٩)، وهذه الجبال كانت أقصى سروات هُذَيْل نحو الجنوب، فقد كان بنو صاهلة هؤلاء


(١) تاريخ ابن خلدون ٢/ ٣٠٩.
(٢) د. هيكل: في منزل الوحي ص ٣٦٦.
(٣) المرجع السابق: نفس الصفحة.
(٤) معجم ما استعجم ٣/ ٨٠٣. في منزل الوحي ٣٤٧، ٤٣٤.
(٥) معجم البلدان ٦/ ٩٣.
(٦) معجم ما استعجم ١/ ٢٠١.
(٧) معجم البلدان ١/ ٣٦١.
(٨) المرجع السابق ٣/ ١٦٨.
(٩) القاموس (جوز).

<<  <  ج: ص:  >  >>