فقال الحماني لبلال: يا ابن أم حكيم .. فقال له بلال: ما تذكر من ابنة دهقان وأخيذة رماح وعطية ملك وليست كأمك التي بالمروت، تغدو على أثر ضأنها كأنما عقباها حافرا حمار.
[٢٦ - غالب بن صعصعة]
ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم (١).
أبو الفرزدق (همام) الشاعر الكبير.
له صحبة وهو جواد شريف، وفد على الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ولحق على بن أبي طالب -رضي الله عنه-، إلى البصرة ومات أيام معاوية -رضي الله عنه-، بعد أن عهد بولاية العهد إلى يزيد.
وكان غالب مغرقا في المباهاة، ففي يوم صؤر بين بني تميم وبني كلب، لما وردت إبله حبس منها ناقة ضخمة السنام فنحرها وأطعمها بني حنظلة ويربوع ولما وردت إبل سحيم الرياحي الشاعر نحر منها ناقة وأطعمها مباهاة لغالب، فنحر غالب ناقتين ونحر سحيم ناقتين، فقال غالب: الآن عرفت أنه يوائمني.
ولما وردت إبله حبس منها عشرا فعقلها ونحرها وانفلتت ناقة منها ودخلت في بني يربوع فأدركها فعقرها، فقالت له الخرماء بنت عوف: ما لك قطع الله يدك. فقال لها: دونك الناقة فكليها فإني لا أشتم ابنة العم ولكن أطعمها.
ورجع فنصب قدوره، فقرر بنو يربوع أن يعدوا على قدوره ويكفئوها بما فيها فيفضحوه ثم يعتذروا، وعلم غالب بقرارهم، فلما وودت إبله لبس حلته وأخذ سيفه وأهوى على آخرها فنفرت وأقبلت على بيت سحيم فعقر منها فوقع البيت فشتمته أم سحيم، فطلبه الخليفة عثمان ليعاقبه فركب إلى أبيه صعصعة الذي أعطاه بدل إبله بشرط أن يترك العقر.
وفي سنة ٣٦ هـ وفد غالب على الإمام علي فأوصاه الإمام أن يعلم ابنه الفرزدق القرآن وأن يترك المباهاة. ففعل.