للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما زال عصياننا لله يسلمنا … حتى دفعنا إلى يحيى وبندار

إلى عجلين لم تقطع ثمارهما … قد طالما سجدا للشمس والنار

وكان كثيرا ما يروي مفتخرا عن أبيه قصصا وأشعارا.

وقال لأبيه يوما: يا أبتِ إنك لم تهج قوما قط إلا وضعتهم إلا بني نجا؟ فقال أبوه: إني لم أجد شرقًا فأضعه ولا بناء فأهدمه، وكان أخوه موسى بن جرير إذا ذكر أخاه بلالا نسبه إلى أمه، ويقول، ابن أم حكيم فقال بلال:

يا رب خال اغر أبلجا … من آل كسرى يغتذي متوّجا

ليس كخال لك يدعى عشبجا

والعشبج هو الرجل المنقبض الوجه، السيئ المنظر، وقد دخل جرير على الحجاج بن يوسف الثقفي أول مرة فقال له الحجاج: بلغني أنك ذو بديهة، فقل في هذه الجارية، فأجابه: مالي أقول فيها حتى أتأملها، ومالي أن أتأمل جارية الأمير، ولكن الحجاج ألح على جرير.

فتأملها جرير ثم سألها عن اسمها. فقالت: أمامة.

فقال:

ودع أمامة حان منك رحيل … إن الوداع لمن تحب قليل

مثل الكثيب تمايلت أعطافه … فالريح تجبر متنه وتهيل

فوهبها له الحجاج، فسار بها إلى اليمامة، وكانت من حرائر أهل الري فتبعها إخوتها ودفعوا لجرير عشرين ألفا بها، فرفض، وقال فيها:

إذا عرصوا عشرين ألفا تعرضت … لأم حكيم حاجة هي ما هيا

لقد زدت أهل الري عندي مودة … وحببت أضعافا إليّ المواليا

وتزوجها فولدت له بلالا وحكيما وحرزة.

قاول الشاعر الحماني بلالا ذات يوم فيما كان بينهما من الشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>