ما زال عصياننا لله يسلمنا … حتى دفعنا إلى يحيى وبندار
إلى عجلين لم تقطع ثمارهما … قد طالما سجدا للشمس والنار
وكان كثيرا ما يروي مفتخرا عن أبيه قصصا وأشعارا.
وقال لأبيه يوما: يا أبتِ إنك لم تهج قوما قط إلا وضعتهم إلا بني نجا؟ فقال أبوه: إني لم أجد شرقًا فأضعه ولا بناء فأهدمه، وكان أخوه موسى بن جرير إذا ذكر أخاه بلالا نسبه إلى أمه، ويقول، ابن أم حكيم فقال بلال:
يا رب خال اغر أبلجا … من آل كسرى يغتذي متوّجا
ليس كخال لك يدعى عشبجا
والعشبج هو الرجل المنقبض الوجه، السيئ المنظر، وقد دخل جرير على الحجاج بن يوسف الثقفي أول مرة فقال له الحجاج: بلغني أنك ذو بديهة، فقل في هذه الجارية، فأجابه: مالي أقول فيها حتى أتأملها، ومالي أن أتأمل جارية الأمير، ولكن الحجاج ألح على جرير.
فتأملها جرير ثم سألها عن اسمها. فقالت: أمامة.
فقال:
ودع أمامة حان منك رحيل … إن الوداع لمن تحب قليل
مثل الكثيب تمايلت أعطافه … فالريح تجبر متنه وتهيل
فوهبها له الحجاج، فسار بها إلى اليمامة، وكانت من حرائر أهل الري فتبعها إخوتها ودفعوا لجرير عشرين ألفا بها، فرفض، وقال فيها:
إذا عرصوا عشرين ألفا تعرضت … لأم حكيم حاجة هي ما هيا
لقد زدت أهل الري عندي مودة … وحببت أضعافا إليّ المواليا
وتزوجها فولدت له بلالا وحكيما وحرزة.
قاول الشاعر الحماني بلالا ذات يوم فيما كان بينهما من الشر.