للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنْ كانَ يَنْفَعُكَ اليَقيْنُ فَسَائِلِي … عَنِّي الظَّعِينَةَ يَوْمَ وَادِي الأَخْرَمِ

انتهى كلام البكريّ، وما أرى الأخْرَمَيْن وجَورم -في شعر عَمْرِو بن أحْمَرَ- إلا في الجزيرة الفراتية التي استقرت فيها بطون من باهلة منذ القرن الأول الهجري.

[أرمام]

وقال ياقوت (١): أرْمَامُ: اسم جبل في ديار باهلة بن أعْصُر، وقيل: أرمامُ واد يصب في الثَّلْبُوت من ديار بني أسد، وقيل: أرْمامُ وادٍ بين الحَاجِر وفَيْدَ، ويوم أرْمامُ من أيام العرب قال الراعي:

تَبَصَّرْ خَليْلِي هَلْ تَرَى من ظَعَائِنٍ … تَجَاوَزْنَ مَلحُوبًا، فَقِلْنَ مُتَالِعَا

جَوَاعِلَ أَرْمَامِ شَمَالًا، وصَارَةً … يَمِينًا، فَقَطَّعْنَ الوِهَادَ الدَّوَافِعَا

وفي كتاب "فرحة الأديب": أرمام: موضع وراء فَيْدَ، بين الحاجر وفَيْد، وهو وادٍ، وقال نصر: أزْمام: بالزاي المعجمة، وادٍ بين فَيْد والمدينة على طريق الجادة، بينه وبين فَيْد دون أربعين ميلا. انتهى كلام ياقوت ولم يضبط الألف في أوله ويظهر أنها مفتوحة.

والاسم يطلق على موضعين أحدهما يقع شمال القصيم فيما بين الحاجر وفَيْد، قد تحدثت عنه في (قسم شمال المملكة) من "المعجم الجغرافي" والثاني في بلاد باهلة، وهو المقصود هنا، وسيأتي في الكلام على (بدر) في كلام ياقوت أن أرمام: جبل عند بدر الجبل الواقع في بلاد باهلة وأنهما يقال لهما: (بَدْرَان) في أرض الحَرِيْش، وبَدْر الجبل لا يزال معروفًا. وهو على ضفة وادي الرَّكَاء الشمالية، وبلاد الحَرِيْش تجاور بلاد باهلة عن الجنوب الشرقي، ومن هنا يقع الاختلاف في نسبة مواضع لهذه القبيلة إلى الأخرى، لعدم وجود حدود فاصلة بين منازل القبائل في العهد القديم. فأرْمَامُ في جنوب بلاد باهلة على مقربة من قُسَاسَ وبتران، ومادَامَ هو أحَدُ (البَدْرَيْن) فإنه لا يَزَال معروفًا - كما سيأتي في رسم (بَدْر).


(١) "معجم البلدان".

<<  <  ج: ص:  >  >>