ذكرت أنه ليس للداعي المكرمي سلطة زمنية على أتباعه؛ ولذلك فإنه يعيش من الواردات التي يتبرعون له بها، وهي على كل حال ليست كل ما يجبى من أهل نجران (لأن قسمًا كبيرًا يأخذه المشايخ والأمراء) وأما الزكاة السنوية التي يحصل عليها المكرمي فهي ١٠٠٠ رأس من الغنم و ٩٠٠٠ صاع من الذرة ومثلها من الحنطة (الصاع يعادل وزنه ٢٣٠ ريال فرنسا) و ٢١٦٠٠ من التمر في كل سنتين مرة.
(٢) ما ذكره عاتق بن غيث البلادي في كتاب بين مكة وحضرموت عن نجران ووديعة وشرورى (رحلات ومشاهدات):
قال:
[اليوم الرابع للرحلة - رحلة إلى وادي حبونن]
٥ شعبان ١٤٠٠ هـ:
حبونن، يدعى اليوم حبونا، وهو الوادي الثاني في المنطقة كثير القرى والسكان، وسيأتي في القسم الجغرافي.
كان هذا اليوم يوم الخميس، وهو يوم عطلة الموظفين، كنت على السماع عن حبونا قد عزمت على زيارتها، ففاتحت الشيخ محمد بن إبراهيم فوجدته - حفظه الله - الصديق المطيع دائما، فرحب واستعد للمرافقة. والحق يقال والفضل لأهله يذكر، لولا الله -جل وعلا- ثم الشيخ محمد بسيارته الجيب ما رأيت حبونن، وفي الصباح شددنا الرحال ثلاثة رجال. أنا والشيخ محمد وابنه عبد الحميد الذي كان يقود سيارة الجيب، وما رأى أحد منا حبونا من قبل، وما رأينا طريقها إلا بالوصف، وكنا أملنا في الشيخ حسين أبي ساق أن يجد لنا دليلا، ولكنه رأى أن هذه الرحلة غير لازمة.
اعتمدنا على النعت، وقال عبد الحميد: إنه يعرف مفرق حبونا، فسرنا في طريق الحجاز، وصعدنا عقبة (شليا): مدخل نجران مما يلي الشمال، وهي عقبة عالية كأداء تهبط منها إلى نجران قرب الصعيد، وتصعدها من نجران: فتخرج في نجد قرار، وهي من منزلنا بالبلد على (٢٦) كيلا شمالًا. صعدناها فخرجنا في وسقة ذات صحاصيح