عرفنا مما من أصل قبائل شمَّر، وتفرعاتها، والاندغام فيها بين الأفخاذ وبين المجاورين والسكان الأصليين، وهذا هو تاريخها الحقيقي، وبيان وضعها الواقعي، وهكذا يقال عن تاريخ تجولها وورودها العراق، ومثل هذا آدابها وعاداتها وسائر تقاليدها وأحوالها الأخرى، وفي ذلك تاريخ للقبيلة وهو سيرتها الناطقة.
وبتثبيت هذه الجهات نكون قد علمنا تطوراتها وتاريخها … وأما تدوين وقائعها التاريخية بالنظر للحكومة، أو للقبائل الأخرى فالقسم الأكبر منه يعود لتاريخ العراق ويطول بنا التعرض لهذه والتبسط فيها هنا، وبذكرها يحصل تكرار لمواضيع التاريخ.
ذلك ما دعا أن نترك هذا لتاريخ العراق والإشارة أحيانا إلى بعض الحوادث، وأن إهمالها، أو الإشارة إليها لا يعني إلا إرجاء البحث إلى التاريخ وأن الضرورة ماسة إلى بيان العلاقات العشائرية مجموعة ودرجة اتصالها بالشعب والحكومة معا.
وأعتقد أن هذا كاف لمعرفة تاريخ القبيلة .. وفي ضمن ذلك تدخل العادات والآداب والأحوال الروحية مما يجب أن يخص القبيلة أو القبائل التي تشترك في صفات واحدة أو متماثلة وسيجيء بحثه.
والملحوظ أن شمَّر جاءت وقائعها التاريخية في أوائل القرن الثاني عشر، فإن غانم بن حسان منهم، ورد ذكره في حوادث سنة ١١١٨ هـ - ١٧٠٧ م وحوادث الأسلم جاءت سنة ١١٥٢ هـ - ١٧٤٠ م وزوبع عرفت وقائعها سنة