١١٦٩ هـ - ١٧٥٦ م ورئيسهم كان بكر الحمام، والغرير كانوا معروفين في القرن الحادي عشر، وكل هؤلاء سبقوا شمَّر الجرباء، ومثلهم شمَّر طوقة.
جاء شمَّر آل محمد (الجرباء) على أثر سيطرة ابن سعود على الجزيرة العربية وكان ذلك في أوائل القرن الثالث عشر الهجري والخرصة معهم، وفي هذا التاريخ كان ورود الظفير، وعنزة .. وأن تحقق تيار الهجرة لبعض قبائلهم والفروع التي تمت إليهم حصل قبل هذا الزمن بكثير.
وهكذا تواتر سيل هذه القبائل فكان آخرهم ورودا قبيلة سنجارة وميل هذه إلى العراق حصل بتواريخ متوالية تبتدئ من أوائل القرن الثاني عشر للهجرة أو قبله، وكادوا يستكملون الهجرة والنزوح إلى هذه الأنحاء، ووجدوا من يرحب بمجيئهم ويرغب في تكامل جموعهم للتناصر بهم وللقرابة النسبية، كما أن آخرين عارضوا، وقاوموا حتى حصل الاستقرار، والرغبة مصروفة إلى أن ميل الأقسام الأخرى من هذه القبائل كان يجرى لأدنى فرجة يرونها في صفوف العشائر بركون جماعات منها إلى الزراعة أو إلى القرى والمدن فتخلوا البادية لهم دون منازع، أو بمقاومات قلت أو كثرت .. ولولا بعض الأحوال غير الاعتيادية لرغب البعض في المجيء إلى العراق لما تقدم، ولآمال أخرى غير هذه.
والأسباب الداعية للهجرة لا تقف عند المحل والغلاء الذي يحدث أحيانا، ولا العداء القبائلي، وإنما هناك تدافع على السلطات وإمارات القبائل، أو السيطرة على الجزيرة كما وقع لابن سعود، أوأن فروع القبائل مالت إلى أرياف العراق وأرادت أن تقوى وتعتز بأقاربها ومن لها علاقة نسبية وصلة بها فحسنت الأمر، وصارت ترحب بالنازحين أفرادا أو جماعات فلا تمضي مدة حتى يستكمل الفخذ عدده، أو القبيلة رجالها وهكذا.
وأمراء قبائل شمَّر كان من أسباب هجرتها أن رأي أمراؤها من آل سعود مالا يحبونه، وشاهدوا مالا يرضونه، أو بالتعبير الأصح لم تقو هذه القبائل على حب النظام المطلوب، وأرادت أن تكون سلطتها لنفسها دون أن تصير تابعة .. فمالت إلى العراق، ووجدت مناصرة من الحكومة من جراء عدائها لابن سعود آنئذ من جهة، ولكسر شوكة قبيلة عبدة من جهة أخرى.