للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلامة بن صويط في مصيفه للاحتياط منه، فلقد ذكر الفاخري قائلًا: سنة ١١٣١ هـ قاض (أمضى فترة القيظ) ابن صويط في خبرا (١) (السبلة) (٢) ثم تابعه بعد خمس سنوات فقال: سنة ١١٣٦ هـ قاض ابن صويط بين الشام والعراق.

فالمتتبع لدور قبيلة الظفير في الجزيرة العربية يجد ذلك في نقاط مهمة.

٢ - دورها سياسيا، ودورها اقتصاديا قبل الدعوة السلفية، ليس من شك أن قبيلة

هذه صفتها أن لا يكون لها دور سياسي، كيف لا وهي من أعظم القبائل في وقتها ومن

أشهرها فهذا (مالك بن سنان بن مريد الذي عيَّنه صلاح الدين الأيوبي بعد انتصار

المسلمين على الصليبيين أميرًا على مدينة أوضاخ - وبعد وفاة صلاح الدين الأيوبي

وضعف الدولة الأيوبية من بعده استقل مالك بأوضاخ وما جاورها وعندما أراد التوسع

قاومه العيونيون في عهد الأمير محمد بن أبي الحسين، ودعمت بنو لام العيونين، ولم

يتوان مالك في شن الغارات على بطون بني لام كآل الظفير، ووصل في تنقله إلى

القطيف وقوي أمره، وبدأ الضعف يدبُّ في الدولة العيونية فتمكن من التغلب على

القطيف عام ٦١٢) (٣) ثم هذه قبيلة الظفير إذا رأت حاكمًا ضعف شأنه وقلَّ ما في يده

لجأت لحاكم جديد تنخرط في سلك عسكريته، فما أفل نجم العيونيين حتى دخلت في حلف مع (آل مرا) وذلك في بداية القرن الثامن الهجري حيث قال ابن فضل الله العمري (٤) حينما تكلم عن أعراب آل مرا (ويأتيهم من عرب البريَّة آل ظفير) وتلك قبيلة الظفير تحوز على احترام الحكام وذلك بدفع رواتب وأعطيات جزيلة لشيوخها، فمتى قطع هذا الحاكم أو نائبه تلك الرواتب والأعطيات قاموا بعملية انتقامية حتى تردَّ لهم أعطياتهم، ذكر العصامي (٥) في أحداث عام ٩٦٣ هـ (أنه من عادة أمراء المدينة السابقين يسلمون لبني عمهم من السادات بني الحسين ولعربان عَنَزة وظفير ونحوهم


(١) المنقور ٢، الفاخري ٣، ابن ربيعة إلى غير ذلك فقد أجمع كل المؤرخين في كتبهم على سنة موته ومكان دفنه وهذا دليل على شهرة هذا الشيخ.
(٢) روضه تقع إلى الشرق من بلد الزلفي وتبعد عنه ٢٠ كم.
(٣) إمتاع السامر - وفي هذه القصة دليل قوي على أن أصل الظفير من بني لام.
(٤) مسالك الأبصار لابن فضل الله العمري.
(٥) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي عبد الملك بن حسين الحصامي المكي جزء ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>