للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مواجب ومرتبات من الأموال الجزيلة والحبوب والأقمشة الجليلة فمنعهم من ذلك الأمير مانع الحسيني أمير المدينة المنورة استخفافًا بهم وعدم مبالاة، فجمع كل من الطوائف المذكورة جماعته وحضر معهم) إلى أن قال: (وأما طائفة العربان فمقدمهم الشيخ المعروف (بأبي ذراع) وغيره من أكابرهم ثم ذكر أنهم أحاطوا بركب الحاج المدني، فكان موقفًا شنيعًا ومنظرًا قبيحًا وقع فيه قتل وسلب وطعن وضرب، ثم انفصلوا بعد أن التزم لهم القاضي وشيخ الحرم المذكوران بحصول مواجبهم وعاداتهم) وبعد هذه المعركة (واجهوا حربًا ضروسًا قام بها الشريف حسن بن أبي نمي عام ٩٦٤ هـ (١) - تنكيلًا بهم لما فعلوه في موسم الحج الماضي) وبعد هذه المعركة أصبحت قبيلة الظفير معادية للأشراف وعاشت صراعًا قويًّا معهم، مما أدَّى بالشريف الحارث أن يعدَّ عدَّته ويجمع قبيلته الأقربين آل عبد الله الأشراف ويصول بهم على الظفير في سنة ١٠٧٧ هـ، كما ذكر ذلك الفاخري وابن بشر قائلًا: (حصل وقعة بين الظفير وبين آل عبد الله الأشراف وقتلوهم الظفير) لكن ابن بشر (٢) حدَّد ذلك في سنة ١٠٧٩ هـ، وما اكتفت قبيلة الظفير بصمودها في وجه الأشراف فحسب بل دخلت في مواجهات عنيفة مع حكام بني خالد (حكام الإحساء والقطيف) فلم يلبث برَّاك بن غرير الخالدي بعد أن استقرت له الأمور في الإحساء حتى هاجم قبيلة الظفير في أسافل نجد الشرقية في سدوس كما ذكر ذلك الفاخري وابن ربيعة في عام ١٠٨١ هـ وتبعهما ابن بشر قال: (في سنة ١٠٨١ هـ ظهر برَّاك بن غرير بن عثمان بن مسعود بن ربيعة آل حميد صاحب الإحساء وطرد الظفير) فلم تجد الظفير بدًّا من الالتفاف إلى المغرب قليلًا ثم تنحرف عن مواقع الخطر فتنزل ب (الأكيثال) وهو موضع في الناحية الجنوبية من العرض قريبًا من مدينة (القويعية) فتصطدم بقبيلة الفضول حليفة آل حميد (حكام الإحساء) وذلك في سنة ١٠٨١ هـ (٣)، ثم لاحقت الظفير قبيلة الفضول في (الملتهبة بالقرب من سدير واصطدمت معها) فلم يجد برَّاك بن غرير آل حميد بُدًّا من الغزو بجيش يقوده هو بنفسه على قبيلة الظفير حتى تمكن من أسر شيخها (سلامة بن مرشد بن ضويط) حتى حقَّق له سلامة مطالبه فأفلته،


(١) الجزيري في الدرر الفوائد المنظمة في طريق مكة المعظمة.
(٢) عنوان المجد ج ٢ ص ٣٢٩.
(٣) ابن بشر والفاخري والمنقور وابن ربيعة وابن عباد.

<<  <  ج: ص:  >  >>