للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ها هو الشريف محمد الحارث لشيء في نفسه من الغزوة التي غزاها على الظفير مع بني عمه آل عبد الله الأشراف وخسر فيها، يجد الفرصة مواتية لشن هجوم قوي على قبيلة الظفير عام ١٠٨٧ هـ وهم مقيمين على (الضلفعة) بلدة تقع إلى الشمال الغربي من بريدة (١) على بعد ٣٨ كم، (كانت محصلة الهجوم لصالح الأشراف، مما أدى إلى قبول الظفير بالصلح فأخذ الحارث عليهم العقال إضافة إلى مغادرتهم لجبل سلمى الذي يبدو أنهم لجأوا إليه إثر هزيمتهم وهناك من يفسر ذلك بموافقة الظفير على دفع الجزية السنوية للأشراف في مكة) (٢) وفي هذه السنين المتأخرة من القرن الحادي عشر الهجري أصبحت قبيلة الظفير بين فكي كمَّاشة بين بني خالد وحلفائها من جهة، وبين الأشراف وحلفائهم من جهة أخرى، لكنها على قلتها بالنسبة لهؤلاء الحكام وجيوشهم أثبتت قوتها وذلك. حينما اصطدمت مع قبيلة عَنَزة في دلقه أو هي بالأصح دقله عام ١٠٩٢ هـ وقد قتلت الظفير من عَنَزة قتلى كثيرين جدًّا (٣) وذلك لسبق العداء بين الظفير وعَنَزة ولأن عَنَزة الساعد الأيمن لآل حميد حكام الإحساء، ثم تدعم الظفير هذه القوة باعتدائهم على سرية جيش لثنيان بن برَّاك بن غرير وأخذهم لما في أيديهم من الزاد (٤) وذلك عام ١٠٩٦ هـ ولكي تأمن قبيلة الظفير جانبًا من أعدائها، فقد عقدت صلحًا مع الشريف أحمد بن زيد وذلك عام ١٠٩٦ هـ وقيل عام ١٠٩٣ هـ يقول العصامي دخل شيخ آل ظفير سلامة بن مرشد بن صويط مكة في أمان الله ثم أمان مولانا الشريف أحمد ابن زيد خاصة والأشراف جميعهم عامة وألقى السلم ودخل تحت الطاعة، فأمر له الشريف أحمد بمضارب نصبت بالمحصب وأقام قريبًا من شهرين، فذكر مولانا الشريف للأشراف أن ابن صويط جاءكم بأهله وحلمته وقد دخل عليّ، فإن عفوتم فأنتم محل العفو، فها هو قد استسلم، فأجابوه بالسماح وكتبوا خطوطهم بالسماح عن ابن صويط عن جنايته) (٥) ثم تتفق قبيلة الظفير والفضول في شمالي القصيم عند (التنومه) ولما


(١) ابن عباد والمنقور قالا أنها في سنة ١٠٨٧ هـ والباقون قالوا ١٠٨٨ هـ.
(٢) بنو خالد وعلاقتهم بنجد الوهبي.
(٣) ابن ربيعة والفاخري والعباد وكثيرون.
(٤) ابن ربيعة ص ٧٣.
(٥) سمط النجوم الحوالي جزء ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>