للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما ذكر أن الرميلات قد اشتهروا بشدة المراس وحب الخصام ولما سأل شيخهم أبو صيبع عن ذلك قال: إن الرميلات رجال إذا كان الحق لهم أخذوه عنوة واقتدارًا وإن كان عليهم لم يمكنوا الخصم منه إلا بكل مشقه!

وقد ذكر نعوم بيك أيضًا أن الرميلات يهتمون بتربية الخيول الصافنات وأنهم يملكون عددًا لا بأس به من الخيول العربية الأصيلة، وقد سرد طرائف لفرسان من الرميلات ووصفهم بالجرأة وقوة الشكيمة.

التفصيل عن حروب الرميلات (١)

" يوم القرارة الأول" بعد طرد الترابين للرميلات من أرض القرارة المشهورة بخصبها والسيطرة عليها تمامًا، استمر الترابين في مطاردة عرب الرميلات نحو الغرب (في شمال سيناء) حتى أدخلوهم أرض السواركة (بلاد العريش)، كان السواركة قد ورثوا عداوة الترابين من إخوانهم الجبارات فرحبوا بالرميلات وأسكنوهم في رفح على حد مصر الشرقي مع فلسطين، وكان يفصل بينهم وبين الترابين في فلسطين درب الحجر الذي ينشأ من حجر السواركة وينتهي ببئر رفح.

وقد شق على الرميلات جدا خروجهم من أرض القرارة فقال شاعرهم:

لا صوم عن كل الطعامات … وأقطع بلاد القرارة في الظلمات

وهنا إشارة من الشاعر أنه لا يطيق أن يرى القرارة بيد خصومه من الترابين وأنه لا بد من استرجاعها.

"يوم الحناجرة" وما زال الرميلات والسواركة يترقبون الفرص للأخذ بالثأر من الترابين - حتى كانت سنة ١٨٤٨ م فلاحت لهم فرصة فهاجموا عرب الحناجرة القاطنين على الحدود شرقيهم تحت حماية الترابين فاكتسحوا بلادهم، وتقدموا إلى أرض الترابين فهاجموا محلة من محلاتهم وحملوا كل ما استطاعوا حمله من الأثاث وساقوا أمامهم الإبل والأغنام والخيل والحمير وعادوا إلى بلادهم، وكان بين غُزاة الرميلات رجل يقال له عواد البعيرة ففيما هو راجع من الغزوة وجد نساء


(١) نقلا عن تاريخ سيناء لنعوم بيك شقير.

<<  <  ج: ص:  >  >>