للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أبو ستة) شيخ وكبير الترابين يحملن الغفور على جمل لهن فأخذ عواد الجمل بما عليه وترك النساء وشأنهن.

"يوم القرارة الثاني" وفي نحو ١٨٨٥ م وقع خصام بين صرَّار أبو شريف من الخناصرة (السواركة) وبعض أقربائه فاضطهدوه فلجأ إلى أعدائهم الترابين، فجمع السواركة والرميلات جموعهم وهاجموا الترابين في أرض القرارة وسط النهار فطردوهم حتى أدخلوهم خان يونس، وقتلوا منهم وألقوا القبض على قريبهم صرار أبو شريف فقتلوه ثم بقروا بطنه وحشوه رملًا وقالوا: هذا جزاء من يخون أهله وينضم إلى أعدائهم.

وقال شاعر الرميلات في ذلك اليوم:

طاح السيف من كف الوحيدي … سيف الشيخ صارت له رنَّه

قوطرت به زغوب الخيل حمرا … زقاق الخان ما بتنزل عنَّه

"واقعة المكسر" وقد تقدم لنا أن الترباني يتحاشى الشر جهده حتى إذا لم يعد يرى منه مهربًا نهض نهضة الأسد واستنصر بحلفائه واندفع بكليته على خصمه حتى يقهره. فلما رأى الترابين ما كان من مناهضة السواركة والرميلات لهم قاموا قومة رجل واحد وجمعوا جموعهم واستنصروا بحلفائهم العزازمة والحويطات والأحيوات وغيرهم وحملوا كالسيل الجارف على السواركة والرميلات، وقد علموا بزحف الترابين فجمعوا فرسانهم في الخروبة في منتصف المسافة بين العريش والشيخ زويِّد، وكان قليد أو حسيب الترابين إذ ذاك الشيخ جمعة أبو ماسوح وعقيدهم الشيخ أبو ستة، وقليد أو حسيب السواركة والرميلات وعقيدهم أيضًا هو الشيخ سبيتان أبو عطية وعمدتهم الشيخ سلامة عرادة، فبعث حسيب أو قليد الرأي للترابين إلى حسيب السواركة والرميلات يقول له: اكفونا شر الحرب واقنعوا ببلادكم: فأجابه أبو عطية: دع عنك هذا الهذر فلا بد من استرجاع بلادنا حتى القرارة.

فشرع عقيد الترابين إذ ذاك في تنظيم جيوشه وإعدادها للهجوم فجعلها ثلاثة جيوش وأرسل جيشًا بطريق البحر وجيشًا بداخل البر بعيدًا عن الساحل وسار هو بالجيش الثالث في الطريق المعتادة قاصدًا الخرُّوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>