للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - مشاركة خَثْعم في يوم الكلاب الثاني

هذا اليوم لتميم على مَذْحِج وكان من حديثه فيما ذكره أبو عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء وهشام بن الكلبي. قالوا: لما أوقع كِسرى ببني تميم يوم الصفا بالمشقر فقتل المقاتلة وبقيت الأموال والذراري، بلغ ذلك مذحجا، فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا: اغتنموا بني تميم، ثم بعثوا الرسل في قبائل اليمن وأحلافها من قُضَاعة، فقالت: مَذْحِج للمأمور الحارثي، وهو كاهن: ما ترى؟ فقال لهم: لا تغزوا بني تميم، فإنهم يسيرون أغبابا، ويردون مياها جبابا، فتكون غنيمتكم ترابا، قال أبو عبيدة: فذكر أنه اجتمع من مَذْحِج ولفها اثنا عشر ألفًا، وكان رئيس مَذْحِج عبد يغوث بن صلاءة، ورئيس همدان يقال له مسرح، ورئيس كِنْدة البراء ابن قيس بن الحارث فأقبلوا إلى تميم، فبلغ ذلك سعدا والرباب، فانطلق ناس من أشرافهم إلى أكثم بن صيفي وهو قاضي العرب يومئذ فاستشاروه فقال لهم: أقلوا الخلاف على أمرائكم، واعلموا أن كثرة الصباح من الفشل، والمرء يعجز لا محالة، يا قوم تثبتوا فإن أحزم الفريقين الركين، ورب عجلة تهب ريثا، واتزروا للحرب، وادعوا الليل، فإنه أخفى للويل، ولا جماعة لمن اختلف.

فلما انصرفوا من عند أكثم بن صيفي استعدوا للحرب، وأقبل أهل اليمن من بني الحارث من أشرافهم يزيد بن عبد المدان، ويزيد بن مخرم، ويزيد بن الطيثم، ويزيد بن هوبر، حتى إذا كانوا بتيمن نزلوا قريبًا من الكلاب (١)، وقد شارك، قبائل خَثْعم في هذا اليوم مع أحلافها قبائل اليمن ضد بني تميم. قال الأصمعي - معلقا على قول ذي الرَّمة:

وهو يوم أجزاع الكلاب تنازلوا … على جمع من ساقت مراد وحِمْيَر

ما كان بها حميري واحد، إنما كانت نهد وجرم وخَثْعم وبنو الحارث وبنو الحارث بن كعب (٢)، وقد انهزمت قبائل خَثْعم مع قبائل اليمن في هذا اليوم وأسر عبد يغوث الحارثي سيد بني الحارث وقتل. قال البراء بن قيس الكندي معترفا بهذه الهزيمة ومعددا القبائل اليمنية المشاركة في هذا اليوم:


(١) الأصفهاني "الأغاني"، ج ١٦، ص ٣٥٥.
(٢) ديوان ذي الرّمة ص ١٤٦، ج ٢، تحقيق عبد القدوس أبو صالح.

<<  <  ج: ص:  >  >>