للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي بن وداعة السُّلَمي

أحد الأمراء الشعراء من بني سُلَيْم في الأندلس، كان قريبًا من سنة ٤٠٠ هـ.

وكان "صاعد" اللغوي المشهور قد انتهت به الحال إلى أن أُغْرِم، فاستغاث عليَّ بن وداعة أحد الفرسان الأبطال، وأحدَ نبهاء الدولة في ذلك الأوان، وقد مدحه بقصيدة استعطفه فيها لاتصال نسبيهما: فصاعِدٌ من ربيعة (وربيعَةَ من سُلَيْم سِنَانٌ زان عالية الرماح)، قال صاعد:

أبا حَسَنٍ! ربيعَةُ من سُلَيْم … سِنَانٌ زان عالية الرماح

وإني عائذ بك من هَنَاةٍ (١) … تَحُسُّ دعائمي تحت الْقِداح

فَكُرَّ على ابن عمك وانْتَشِلْهُ … فليس حِمَى ابن عمك بالمباح

فإن الجار عندك بين جَنْبَيْ … عُقابُ الدَّجْنِ كاسرة الجناح

نظنك طالعًا ببني سُلَيْم … عليها عند مفتضح الصبَّاح

إذا ساورت قِرْنَكَ في مكر … جعلت له ذراعك كالوشاح

وله في ابن أبي وداعة (ابن وداعة):

زار الحبيب فمرحبًا بالزائر … أهلًا بدر فوق غصن ناضرِ

قَبَّلْتُ من فرحي تراب طريقه … ومسحتُ أسفل نعله بمحاجري

وخشيتُ أن يَنقَدَّ أخمص رجله … من رقة فبسطتُ أسود ناظري (٢)

وقد قُتل علي بن وداعة في عهد هشام بن الحكم الأموي بالأندلس.

قاسم بن مُرّة بن أحمد السُّلَمي

قام قاسم بن مُرّة بالدعوة إلى الدين الحق والسُّنة، وذلك في المائة السابعة للهجرة، يقول عنه ابن خلدون: "ويختلف حال صاحب الدعوة معهم - مع


(١) معنى "الهناة" هنا هو: (الداهية).
(٢) الحلة السيراء - لمحمد بن عبد الله القُضاعي المعروف بابن الأبار، ص ٢٨٢، ٢٨٣، الجزء الأول، طبع مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>