الفارس فايع بن مداوي (١):
عاش في القرن التاسع الهجري في وادي يعوض في قرية آل حليس، وشكن بها آل حليس قال قصيدة في أحد حروبه مع إحدى القبائل وكانوا كثرا .. قال فايع:
فايع يهيض القاف والصدر غنى … ومعه قرين على القوافي يزيدي
يحلي حليب العرب هو خير فنى … ويبري سقيم معاد إلى الوريدي
سد ابن جمهور هل خيل مثنى … ما درعت للركض في يوم عيدي
ألا بيوما حايم الموت دنى … قد الصبايا جالعات شريدي
بيني وبين شعيب حرب مثنى … وبيني وبين شعيب دولة سعيدي
ربعي على طرف المحاجي نبنى … وعلى الطرف ما حن نداري العبيدي
لا يا شريف هو ني منكم أمني مجنى … فيعيدوا أفزعوا ما ني منكم بعيدي
فلا وطنكم جازعا عن وطنا … واحنا قبايلكم فراص الحديدي
لا يا شريف الفسل فيشد منا … ينزع حلاله من حلا لنا بعيدي
مثل ابن سراع لحاف مثنى … لشناف من مبدأه تغدي شريدي
تر فزعتة من قبل فزعة وطنا … مثل الحصان مليما بالحديدي
وقد حكيت عن شجاعة الفارس فايع كثير من الأساطير، منها أنه عندما يكون في معركة فإنه يصطحب معه جنا لتساعده على خصومه وكان في حروبه دائما يهزم خصومه. وهذه الحكايات وهي كثيرة يتناقلها الناس حتى وقتنا هذا في الحروب، وعندما توفي فايع وكان يوم وفائه في يوم عيد .. رثاه والده بقصيدة منها:
ياليلة العيد ياشوم مغبراء … ياليلة العيد ما عاد وبل الصيف يأتيه
من يوم راح نماي راعي الوجه لزهراء … ضلت جبال القعم بالحزن تبكيه
والله لولا يقولون المعراء … بالصدر ماعد لي مسكن فيه
أهل البقعاء حكاء بها في كل مسمرار … ركل خالي على جيره ينقيه
خليتني وانك تعذرار … عطبت يمين تعوقه من مناويه
ياقبر تحت النظاره كم تصورار … بالصبح والعصر وأنا شابحا فيه
(١) رواية فطيس بن مزهر الهاجري.