للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لمحة لتاريخ الترابين وفاء عشائرهم في سيناء]

بعد نماء عشيرة الترابين في القسم الشرقي في بلاد الطور بسيناء حدثت مصادمات بينها وبين التياها التي هي أقدم نسبيًا في بلاد التيه، وفي القرن الثامن عشر الميلادي بعد ضغط التياها على الترابين هاجر قسم كبير إلى مصر في عهد علي بيك الكبير (١)، فأقلقه حينئذ وجود هؤلاء البدو في وادي النيل لما أنه كان يعرف أن أي قبائل قوية في البلاد قد تهدد الاستقرار، وقد ضرب العديد من القبائل القديمة مثل نصف سعد والهوارة وغيرهم، ولما استتب له الأمر بالاستقلال بمصر عن العثمانيين قاوم الترابين، فهاجر قسم كبير منهم إلى بلاد النقب ونواحي غزة واشتغلوا في نقل البضائع التجارية بين مصر وفلسطين، وقد استقروا في بلاد غزة ونافسوا قبيلتي السواركة والرميلات، وخاضوا حروبا طويلة مع السواركة فتنازل السواركة والرميلات عن قسم من أراضيهم في القرارة وغيرها بنواحي خان يونس، ومن ثم سيطر الترابين على معظم بلاد غزة بعد نزوح السواركة والرميلات في شمال سيناء إلى جانب الباقي منهم المتوطن في تلك النواحي في السابق لهذا العهد، وفي عهد محمد علي باشا هاجر جزء من ترابين سيناء إلى بر الجيزة وجنوب القاهرة وعلى الأخص في منطقة المعادي وقد انتشروا في مناطق كثيرة في القليوبية والشرقية والفيوم وغيرها، كما استمرت الهجرات حتى من ترابين فلسطين الذين سكنوا في السويس والإسماعيلية والبحيرة (مديرية التحرير) وأطراف القاهرة وهذا بعد احتلال فلسطين من اليهود عام ١٩٤٨ م، وتزايدت هجرتهم إلى الأردن أيضًا وغيرها في بلاد الشام على الأخص، وهناك تجمُّعات للترابين في بر الجيزة الشرقي يمارسون الزراعة وكذلك من منهم في القليوبية أو الشرقية أو الجيزة وأطراف القاهرة.


(١) قال أميديه جوبير في وصف مصر المترجم من الفرنسية إلى العربية للأستاذ/ زهير الشايب عن الترابين: كانت هذه القبيلة التي يعرفها كلّ من زار مصر في الآونة الأخيرة أكبر عددًا فيما مضى عما هي عليه الآن فهي واحدة من تلك القبائل التي عانت من غضبة على بيك الكبير عندما عزم هذا الزعيم المملوكي على تخليص مصر من العربان، كما ذكر أميديه أن مساكن الترابين أيام الحملة الفرنسية على مصر عام ١٧٩٨ م كانت في وادي التيه، وضواحي غزة وخاصة المنطقة المسماة دير التين.

<<  <  ج: ص:  >  >>