للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي شهر رجب ١٢٨٧ هـ الموافق ١٨٧٩ م عاد الأمير سعود بن فيصل من البحرين متوجهًا إلى الإحساء ومعه من آل مُرَّة والعجمان، ثم زحف الأمير سعود ابن فيصل إلى مدينة الهفوف وحاصرها أربعين يومًا، بينما استسلم أهل المبرَّز بدون قتال، وصالحوا الأمير سعود، وعيَّن عليهم حزام بن حثلين، وقد حقق العجمان في هذه المعركة انتصارًا كبيرًا، استعادوا معه قوتهم وهيبتهم واستردوا ثأرهم وسيادتهم على مناطق عديدة في الإحساء، وفي خضم انتصاراتهم ونشوتهم بالنصر تجاوزوا في تعاملاتهم كل شيء، حتى أوامر الأمير سعود بن فيصل (١)، وقال راكان بن حثلين بمناسبة هذه الانتصارات على الإمام عبد الله بن فيصل هذه الأبيات:

يا يام ياسقيم الحريب … ردوا لعبد الله قضاء

من كان له حق مصيب … يوم أسعفت يأخذ وفاء

معركة جودة ١٢٨٧ هـ -١٨٧٠ م

لما علم الإمام عبد الله بن فيصل بالهزائم التي لحقت بفرسانه، وبالتجاوزات التي تمارسها قبيلة العجمان في منطقة الإحساء، أعلن حالة الاستنفار بين الفرسان في منطقة الرياض كلها، وأمر أخاه محمد بن فيصل بقيادة هذه الحملة، ومنازلة أخيه الأمير سعود بن فيصل وإخراجه من الإحساء، فخرج الأمير محمد من الرياض ومعه المجاهدون من أهل الرياض وغيرهم، ومعهم أيضًا عسَّاف أبو اثنين بمن تبعه من قبيلة سُبيع، وتوجهوا إلى الإحساء، وعندما علم الأمير سعود بن فيصل بذلك، رفع الحصار عن الهفوف وتوجه ومعه العجمان وآل مُرَّة، وأحمد بن الغتم، وعدد كبير من أهل المبرَّز وأهل الطرف، وعسكروا في موقع إستراتيجي يسمى" جودة"، وهو عبارة عن منطقة آبار عذبة، وتقع جوده في وادي المياه (وادي العجمان) بالقرب من الدهناء من جهة الشرق - وتبعد عن الرياض حوالي ٢٥٠ كم، وعن الإحساء حوالي ١٦٠ كم، وهي أيضًا تقع على طريق القوافل


(١) تحفة المستفيد - مصدر سابق. ص ١٦٨، ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>