للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد أن استعدوا لمواجهة فرسان أخيه الإمام عبد الله التي أرسلها بقيادة مساعد الظفيري، التقى الفريقان في مكان يسمى "الوجاح" في البر الواقع بين الهفوف والقرى الشرقية بالإحساء، وفي هذا المكان جرت بينهم معركة شديدة، قُتل فيها محمد بن ثنيان وعدد من رجال الأمير سعود، ولما شعر الأمير سعود بأن النصر لن يكون حليفه، رجع إلى البحرين، وكتب إلى رؤساء قبيلة العجمان، فاستجاب إليه عدد كبير منهم، وذلك بتشجيع من رؤساء القبيلة، وفي نفس الوقت أعطوا ناصر بن جبر، وفهد بن دغيثر، وعدًا بالوقوف مع فرسان الإمام عبد الله بن فيصل ضد أخيه الأمير سعود بن فيصل.

قدم خليفة أحمد بن الغتم، وعدد من أهل البحرين، ولما وصلوا إلى منطقة العقير، انضم اليهم العجمان وآل مُرَّة، فتوجهوا جميعا إلى أهل الجفر (١) في الإحساء، ودخلوا قريتهم عنوة واستولوا عليها، ثم استولوا على قرية الطارف، واستسلم أميرها أحمد بن محمد بن حبيل، ثم توجهوا إلى منطقة الهفوف، فأسرع حزام بن حثلين وابن أخيه راكان بن فلاح بن حثلين إلى أمير الإحساء ناصر بن جبر وأمير السرية فهد بن دغيثر، وأخبروهما أن الأمير سعود متوجهًا إليهم، ولا بد من الخروج إلى قتاله قبل أن يدخل إلى البلاد عنوة، وقد تظاهر الاثنان بالولاء للأمير ناصر بن جبر، بينما كانا في الحقيقة يريدان أخذ ثأر معركتي مَلَح والطبعة، ولما استجاب الأمير ناصر لمشورتهما، خرج على رأس فرسانه لمواجهة هجوم الأمير سعود، فلما التحم الجيشان تحيز راكان وحزام إلى فرسان الأمير سعود بن فيصل ضد فرسان الإمام عبد الله بن فيصل الذي كان بقيادة أمير الإحساء ناصر بن جبر، حتى انتصر فرسان الأمير سعود وانهزم ناصر بن جبر، وكانت خسائرهم بالأرواح كثيرة، ومن بينهم الفارس محمد بن عبد العزيز بن ملحم وإخوانه عبد الله وسليمان.


(١) الجفر. يفتح الجيم، هي قرية صغيرة وبها آبار مياه تمتاز بالعذوبة والبرودة، تقع شرق قرية الفضول، وتعدُّ من أكبر قرى الهفوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>