وهذه القصة التي لا تزال عالقة بأذهان العامة يتناقلونها جيلًا بعد جيل تدل دلالة واضحة على كون فيفا عامرة من العهد الجاهلي فقد حكى لي جابر بن محمد الحكمي صاحب المركابة هذه القصة عندما سألته عن سبب تسمية الموقع بشط الصبايا وذكر أن شيخ شمل فيفا علي بن يحيى الفيفي كان يذكر ذلك في مجالسه مما يؤكد على أن فيفا كانت عامرة من قبل الإسلام وذات حضارة.
[نقوش أثرية على بعض الصخور]
ويدل على ذلك أيضًا وجود نقوش أثرية حميرية على بعض الصخور في وادي ضمد في المكان المشهور بـ (الشعب المكتوب) ويبعد موقع النقوش عن شط الصبايا بضعة كيلوات في جهة الجنوب الغربي.
[أول من اختط فيفا]
إن فيفا تقع في وسط بلاد خولان قُضَاعة وكان أول من اختطها عبس بن خولان الذي سميت العبسية باسمه وهي أعلى قمة لفيفا، وعبس جد جاهلي، وخولان هذا هو أحد أحفاد مالك بن حِمْيَر الذي تزوج (ضرِيَّة بنت ربيعَةَ) فأنجبت له "قُضَاعة" ثم خلفه عليها مَعْد بن عدنان الذي تبنى ابنها قُضَاعة وتكني به، فظنه بعض النّاس ابنه لصلبه، ولذلك اختلف النسابون هل قُضَاعة عدنانية أم قحطانية؟ والصحيح أنَّها حِمْيرية قحطانية حسبما حقق ذلك الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب والإكليل، وذكر قصة محاولة معاوية بن أبي سفيان استدعاء قُضَاعة إليه وإغرائهم بالمناصب ليتقوى بهم على خصومه من العلويين والعباسيين فرفضوا ذلك كما سيأتي.
جرعاء مقر مالك بن حِمْيَر:
ذكر ابن سعد في طبقاته ذهاب وفد من بني قُضَاعة إلى مقر جدهم "مالك ابن حِمْيَر" في "جرعاء" التي تقع على ضفة وادي ضمد الجنوبية على الحد بين السعودية