للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرها، وبايعه بالخلافة وسلم عليه بها جماعة من قريش، منهم: عبد اللَّه ابن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، وسليمان ابن أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك، وغيرهما؛ وفي ذلك يقول شاعر الخَوَارج (١):

ألم تَرَ أَنَّ اللَّه أَظْهَر دِينَهُ … وصَلَّتْ قُرَيْشٌ خَلْفَ بَكْر بن وائل

وقتله مروان بن محمد.

وولد عَوْف بن مُحَلم: أبو عمرو؛ ومالكا؛ وأم أناس، تزوجها عمر بن آكِل المُرَار؛ فولدت له الحارث الملك: أُمهم من بني تَغلب؛ ومن ولده: عمرو بن عوف بن أبي عمر [ابن عوف] بن مُحَلم: أمه جُماعة بن همَّام بن مرة؛ ومنهم مَعْد يكرب بن سلامة بن ثَعْلبة بن أبي عمرو بن عوف بن محلم، لم يأته قط أسير إلا فكه.

[وهؤلاء بنو الحارث بن ذهل بن شيبان]

منهم هلال بن علاقة بن كُريب بن راشد بن غِيرَة بن مالك بن محلم بن سيَّار بن أبي عمرو بن الحارث بن ذُهْل بن شيبان، كان جد جد جده: محلم بن سيار بن أبي عمرو، قد قتله رجل من طيء كان يسكن بعين التَّمْر؛ ثم نزل على ذلك الطائي على سبيل الاستضافة الممكا بن عمير بن جُنْدب بن عمرو بن الحارث ابن ذُهْل بن شَيبان، وكل واحد منهما لا يعوف الآخر، ووالد المِمكا المذكور ووالد محلم بن سيار المقتول. ابنا أخوين، يجتمعان في الحارث بن ذُهل بن شيبان؛ فذبح له الطائي، وأطعمه، وسقاه، فبينا هما يشربان، إذ تذاكرا السيوف؛ فأخرج الطائي سيفه، وقال: "بهذا السيف، واللَّه، قتلتُ مُحلم بن سيار". فقال الممكا: "هاته! " فأعطاه إياه؛ فهزه؛ ثم ضرب به رأس الطائي، فندر في الإناء الذي بين أيديهما (٢)، ثم هرب. ومن بني الممكا هذا الخارجي المشهور البرذون بن البغل بن الممكا. وعمرو بن الحارث بن ذُهْل بن شَيْبان، جد أبي الممكا هذا، هو الذي قتل كُلَيْب بن ربيعه، مع جَسَّاس بن مُرَّة بن ذُهْل، الذي فيه كانت حرب بَكْر وتَغْلب؛ وفيه يقول المُهَلْهل:


(١) هو شبيل بن عزرة الضبعي، كما في تاريخ الطبري ٩: ٦٤. وانظر البيان ١: ٣٤٣.
(٢) ندر ندورًا: سقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>