والصابرية (وهي قرى باسم القبائل) وكانوا سبَّاقين إلى الثورات وحمل السلاح، واستُشهد منهم عدد من الأبطال في مختلف المناسبات، ونذكر منهم شيخهم الشهيد - علي بن لطيف الذي أعدمه الفرنسيون عام ١٩٤٤ م في شهر ديسمبر، وكان والده أول شيخ للعوينة.
٢ - أولاد يعقوب: من أشهر قبائل بني سُلَيم في جنوب تونس بالوقت الحاضر ذكرهم ابن خلدون في ج ٦ ص ٨٢ قائلًا: بطن يُعرف "يعقوب" من حكيم من علَّاق بن عوف بن بهثة بن سُلَيم بن منصور، وهم بنو يعقوب بن عبد الله بن كثير بن حرقوص بن فائد، كانت إليهم رئاسة حكيم وسائر بطونهم في البلاد التونسية بمنطقة قابس.
قال المرزوقي: قبيلة أولاد يعقوب سكان (نقة) معتمدية قبلي - ولاية قابس، وكان لها فرسان مساعير، وهي من القبائل السُّلميَّة المنتمية لنزعة (يوسف) التي تنتمي لها قبيلة المرازيق، تلك النزعة المعروفة في التاريخ التونسي بـ (الحسينية) نسبة إلى حسين باي الأول، وحالف أولاد يعقوب المرازيق بحكم اشتراكهم في الانتماء إلى نزعة واحدة ليجاوروهم في منازلهم شتاءً وربيعًا في الصحراء التونسية.
والمعروف أن أولاد يعقوب من القبائل قوية الشكيمة في تلك المنطقة، اشتهروا بإغاراتهم السريعة والناجحة غالبًا على قبائل (شدَّاد)، وشدَّاد هي النزعة الثانية في تونس المناوئة لنزعة (يوسف)، ونزعة شدَّاد معروفة في التاريخ بـ (الباشية) نسبة إلى علي باشا الأول؛ لذلك عُرف أولاد يعقوب بكثرة القبائل المعادية لها حتى أطلق على فرسانهم (عقد الدم)، فاختاروا أن يتحالفوا مع المرازيق (١)، احتماء ببركتهم حسب الظاهر - واستنادًا إلى شدة شكيمتهم في
(١) بقي هذا الحلف قويا حتى تصدع قبل الحماية الفرنسية على تونس، إثر إغارة على عائلتين من فريق العوينة من المرازيق كاننا منفردتين عن النجع، فاستجدنا بأولاد يعقوب فامتنعوا من إنجادهم بدعوى أنهما لم تلتحقا بالنجع، فغضب المرازيق لهذا الموقف وأنجدوا إخوانهم واسترجعوا الأرزاق المنهوبة، بعد هذه الوقعة تصدع الحلف بين المرازيق وأولاد يعقوب.