للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التركية التي ليس لها دور في هذا القطر سوى الاضطهاد والظلم، مع انعدام الأمن واضطراب الحياة الاجتماعية.

ولم يكن لها دور فعال في إخضاع النّاس وإطفاء نار الفتن إلَّا فرض الضرائب والغرامات الباهظة، وكان لهم مسيرتهم المخيفة حين تدق الطبول وتعزف المزامير، ويشق الجيش طريقه متوسطا الأودية والأراضي المنبسطة، فقد كان القوم يخافون الجبال؛ لأنَّها وكر تلك القبائل المتمردة، فيهدمون الآبار ويحرقون المنازل في حين يتساقط الكثير منهم من أطراف الجيش، وقد صدق النّاس حين أطلقوا عليها أي الدولة (١) (الحية العمياء) من قبضت عليه ومن فاتها فقد سلم.

وبعد خروج الأتراك من المنطقة، كثرت المشاكل وتعددت أسبابها حتى خضعت كليا لحكم (ابن سعود) فانقضت جميع المشاكل الأمنية واختفت العصبيات القبلية - ولله الحمد.

وفي نفس الوقت الذي عاش النّاس فيه موجات الجوع الشديد كانت بلاد شهران خلالها من أحسن الأراضين وأكرمها في جزيرة العرب لكثرة الأمطار وخصوبة الأرض واشتغال النّاس بزراعة أراضيهم ورعي أغنامهم؛ إذ كانت الحبوب والأغنام والمواشي آنذاك هي مصدر رزقهم.

وقد تغير كل شيء الآن فازدهرت المنطقة ازدهارا باهرا وكثرت الأموال عند النّاس وقل الفقر فيهم فتغيرت سبل المعيشة والسكن والحالة الاجتماعية كلها إلى الأحسن، ولله الحمد.

وسنذكر حالتهم الاجتماعية في الماضي وبعض عادتهم وتقاليدهم والتي يشاركهم فيها القليل من القبائل المجاورة.

السكَنْ

لكل بطن من شهران بدو وحاضرة، سوى بعض البطون الصغيرة منها، بينما جميع أفراد بني ماجور والجهرة بدو رحل يقل فيهم ساكن الغرفة اليوم أو

العريش.


(١) الدولة العثمانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>