للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غزواته لهم، وأما السيوف فكانت سيف كسرى، وسيف هرقل، وسيف خاقان، وسيف النعمان بن المنذر، كما تقدم ذكره.

وعند فتح مصر وتوابعها (١) انتشر الصحابة في كل مكان يبشرون بدين الله فكان نصيب القعقاع وأكثر الصحابة (وسط البحيرة) بحيرة المنزلة، ودعا القائد العام: عمرو بن العاص الأبطال من الصحابة، فسلمهم الرايات، فصار كل واحد يتسلم رايته بعد أن يؤمره على ٥٠٠ مجاهد، فينشد شعرا ولما جاءت نوبة (القعقاع بن عمرو) فرز له ٥٠٠ مجاهد، وسلمه الراية، فانشد ما يثير به الهمم الإسلامية والنخوة العربية واستعدت الروم في مصر ومعهم ١٣٠٠ فيل، ونحو ٢٠٠.٠٠٠ فارس، و ٥٠.٠٠٠ راجل من النوبة والبربر والبجاة والفلاحين، فكاد الأمراء يضطربون لولا أن تلوا قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا … (٥١)} [التوبة]، فكثر التصادم بين الفريقين وتعددت المواقع، ويقول الواقدي: إن في بعض الملاحم قتل من المسلمين ٤٠ مجاهدا، وقتل من أعدائهم ٣٠٠ فبينما هم كذلك إذ بغبرة تملا الجو، ثم انقشع الغبار عن زهاء ٢٠٠٠ فارس، في طليعتهم المقداد بن الأسود، و (القعقاع بن عمرو) وشرحبيل بن حسنة التميميان، فلم يسع المقداد إلا أن يخوض في الخيل، منشدا من الشعر ما يشجع الجبناء الرعاديد، فما بالك بالأبطال الصناديد، وتلاه زياد بن أبي سفيان وفعل ما فعله المقداد.

وهكذا طارت شهرة القعقاع بن عمرو التميمي في البطولات الحربية تحت ظلال الإسلام.

[٢ - عاصم بن عمرو التميمي]

هو أحد الشعراء الفرسان وأخو القعقاع بن عمرو (٢).

قال سيف في الفتوح: وبعث عمر ألوية مع من ولي مع سهيل بن عدي، فدفع لواء سجستان إلى عاصم بن عمرو التميمي، وكان من الصحابة وأنشد له أشعارا كثيرة في فتوح العراق، وكان له ولأخيه بالقادسية مقامات محمودة.


(١) انظر: المرجع السابق ص ١٤٢.
(٢) رقمه في الإصابة ٤٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>