في دينه ولربما هو خطأ في التقدير منه لمصلحة ذاتية، فأنزل الله تعالى آية في حاطب: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ … (١)} [الممتحنة].
لمحة عن بني عطا (مُطَيْر) في تاريخ مصر
[ذكر في بدائع الزهور ووقائع الدهور التالي]
ذكر ابن إياس في حوادث عام ٩٢٦ هـ خبر تمرد نائب دمشق جان بردي على الدولة وإعلان الاستقلال في بلاده وزحفه في عسكر كثيف قاصدًا ديار مصر ومعه طائفة من الأكراد والعربان، فاستدعى ناسب مصر مشايخ عربان بني عطا (مُطَير) وبني عطية (المعازة) والسوالم (سُلَيْم) وخلع عليهم وكلفهم لقاء الزاحفين قبل دخولهم أرض مصر، فخرجوا مع جماعتهم، واشتبكوا مع طرباي شيخ عرب نابلس الذي كان منحازًا إلى جان بردي والذي يبدو على رأس الزحف وكسروه.
وفي عام ٩٢٧ هـ زحف العربان على قطيَّة شمال سيناء ثم وصلوا إلى الصالحية فتنكد ملك الأمراء وعين تجريدة لهم، وقد ارتكبت هذه التجريدة فسادًا كبيرًا وسلبًا وفسقًا حتى ضج أهل الضياع منها فاسترجعت دون طائل من العرب الذين ظلوا على حركتهم، وقد تعرضوا لأمير عين لنيابة طرابلس الشام وخرج من مصر إلى محل عمله وكادوا يقتلونه، وكان العربان في هذه الأيام غاية في الفساد وهم عربان بني عطا (مُطَيْر) وبني عطية (المعازة).
وفي عام ٩٢٧ هـ أيضًا عاد عربان الشرقية إلى شق عصا الطاعة ونهب الضياع وزحفت عليهم تجريدة فاشتبكت معهم وكان قائدهم شيخهم بيبرس، لم تفز منهم بطائل ثم كبسوها في الليل فانهزمت فاشتد اضطراب الحالة في الشرقية، وتحالف سبع طوائف من العربان على العصيان منهم بنو حرام (من جُذَام) وبنو عطية (المعَّازة) وبني عطا (مطَيْر) وقد أزعجت هذه الحركة ملك الأمراء وبذل جهده في تهدئتها مع الأمير أحمد بن بيبرس حتى جعله يقنع والده بالتخلي عن المشيخة ثم خلعها عليه وولاه إياها.